رفيعاً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) فصار الأُلوف من البشر آذاناً صاغية لكلامه(صلى الله عليه وآله)ليسمعوا وليعوا كلام خطيب الله تعالى ، فرقى المنبر الرفيع وفتح فمه الطيّب ، وتكلّم بكلام بلّغ فيه المسلمين ما أمره الله تعالى بتبليغه .
۰.ونحن نورد الخطبة الشريفة عن كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي بسند ذكره . قال: فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) :الحمدُ لله نحمدُه ونستعينُه ، ونؤمنُ به ونتوكّلُ عليه ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيّئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضلّ ، ولا مضلَّ لمن هدى . وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله .
أمّا بعد أيّها الناس! فإنّه لم يكن لنبيّ من العمر إلاّ نصف ما عَمَّرَ مَن قبلَه ، وإنّ عيسى ابن مريم(عليه السلام) لَبِثَ في قومه أربعين سنةً ، وإنّي قد أسرعتُ في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أُفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، فهل بلّغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟».
فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنّك عبدالله ورسوله ، قد بلّغت رسالته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره ، وعبدته حتّى أتاك اليقين ، جزاك الله عنّا خير ما جزى نبيّاً عن اُمّته .
فقال :
«ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وتؤمنون بالكتاب كلّه ؟»
قالوا : بلى ، قال :