خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 341

«فإنّي أشهد أن قد صدقتكم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فَرَطُكم وإنّكم تبعي ، توشكون أن تردوا عليَّ الحوض ، فأسألكم حين تلقونني عن ثقليَّ كيف خلّفتموني فيهما ؟».
قال : فاُعيل علينا ۱ ما ندري ما الثقلان ، حتّى قام رجل من المهاجرين وقال : بأبي واُمّي أنت يا نبيّ الله ما الثقلان ؟
قال(صلى الله عليه وآله) :
«الأكبر منهما كتاب الله تعالى ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي . من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليٌّ ، وعدوّهما لي عدوٌّ .
ألا وإنّها لم تهلك اُمّة قبلكم حتّى تتديّن بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها ، وتقتل من قام بالقسط .
ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فرفعها ثمّ قال :
«مَنْ كنتُ مولاه فهذا مولاه ، ومَنْ كنتُ وليّهُ فهذا وليّهُ ، اَللّهمَّ والِ من والاهُ ، وعادِ مَنْ عاداهُ . قالها ثلاثاً ۲ .
ثمّ توّج رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً(عليه السلام) بعمامة بيده الشريفة، فسدل طرفها على منكبه ۳

1.يقال : علت الضالّة أُعيل عيلاً وعيلاناً فأنا عائل : إذا لم تدر أيّ وجهة تبغيها ; عن أبي زيد ، وقال الأحمر : عالني الشيء يعيلني عيلاً ومعيلاً : إذا أعجزك ، والمراد أي : عجزنا عن فهم الثقلين .

2.المناقب لابن المغازلي : ۱۶ ح۲۳ ، وعنه العمدة لابن البطريق : ۱۰۴ ح۱۴۰ ، وفي بحار الأنوار : ۳۷/۱۸۴ ح۶۹ عن العمدة ، وانظر الأمالي للطوسي : ۲۲۷ ح۳۹۸ .

3.الغدير : ۱ / ۵۳۷ ـ ۵۴۱ .

الصفحه من 342