نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين - الصفحه 459

المؤلّف :

هو الشريف ، السيّد حسن ابن السيّد هادي العاملي الأصفهاني الكاظمي ، الشهير بالسيّد حسن الصدر ، يصل نسبه إلى إبراهيم الأصغر الملقّب بالمرتضى ابن الإمام موسى الكاظم عليه السلام . ولعلّ أوفى مَن ترجم له هو الإمام السيّد محسن الأمين العاملي رحمه اللهفي أعيان الشيعة ۱ بقوله :
ولد بالكاظميّة يوم الجمعة عند الزوال 29 شهر رمضان سنة 1272ه ، وتوفّي ليلة الخميس بعد غروب الشمس حادي عشر ربيع الأوّل سنة 1354 في بغداد ، وحُمل نعشه ضحوة يوم الخميس على الرؤوس إلى الكاظميّة ، فدفن في مقبرة والده في حجرة من حجرات صحن الكاظميّة ، وشيّعه خلقٌ كثير من خارج الكاظميّة من بغداد وغيرها إلى محلّ دفنه ؛ من العلماء والأعيان والأشراف ورئيس الوزراء وسائر الوزراء وممثِّل الملك .
وهو من عائلة شرف و علم و فضل ، نبغ منهم جماعة ، وأصلهم من جبل عامل من قرية «شد غيث» الّتي هي الآن خراب ، ومن قرية «معركة» كلتاهما في ساحل صور ، وهاجر جدّهم السيّد صالح إلى العراق ثمَّ إلى أصفهان في فتنة الجزّار ، وبقي بعض ذرّيته في أصفهان وبعضهم في الكاظميّة ، وبقي باقي عائلتهم في جبل عامل إلى اليوم .
كان عالماً فاضلاً بهيّ الطلعة متبحِّراً منقّباً اُصوليّاً فقيهاً متكلِّماً مواظباً على الدرس والتأليف والتصنيف طوال حياته ، رأيناه وعاصرناه في العراق ؛ وكان مدّة إقامتنا في النجف مُقيماً في سامراء ، ورأيناه عند تشرّفنا بزيارة المشاهد الشريفة في العراق عام 1352 ، وكان طريح الفراش فزرناه في داره .
وجمع مكتبة حافلة بأنواع الكتب من مخطوطٍ ومطبوع . قرأ العلوم الآليّة من النحو والصرف والبيان والمنطق في الكاظميّة على علمائها ، وقرأ بعض متون اُصول الفقه وبعض كتب الفروع إلى سنة 1288 ، فهاجر إلى النجف . . . وفي سنة 1297 خرج منها إلى سامراء فالتحق بالميرزا محمّد حسن الشيرازي ، فبقي فيها إلى سنة 1312 الّتي توفّي فيها الميرزا الشيرازي ، وبقي فيها بعد وفاته إلى سنة 1314 ، ثمّ عاد إلى الكاظميّة .
أقول : ومقبرته لا زالت باقية وعامرة في الزاوية الشمالية للرواق الشرقي من المشهد الكاظمي ، وتعدّ جبّانة لآل الصدر حيث دُفن فيها جمعٌ من أعيانهم ، وجدرانها مزيّنة بتصاويرهم ، وقد زرتها مراراً ، وآخرها في 24 رجب سنة 1426 ق بعد سقوط الطاغيّة صدام الكافر .

1.أعيان الشيعة ج۵ ، ص۳۲۵ .

الصفحه من 505