نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين - الصفحه 472

تنبيه :

يُعلَم من جملةٍ من التواريخ أنّ الحائر الشريف ـ قبل وقعة المتوكّل ـ كان معموراً بالدور والمجاورين ، وأنّ المتوكّل كرَب الجميع ، وأجلى الناس عن الحائر .
قال العلّامة الخبير أبو الحسن ـ المعروف بابن الأثير ـ في تاريخه الكامل ما هذا صورته بحروفه :
ذِكْرُ ما فعله المتوكّل بمشهد الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام :
في هذه السنة أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن عليّ عليه السلام ، وهَدَم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يُبذَر ويُسقى موضع قبره ، وأن يُمنَع الناس من إتيانه ، فنادى بالناس في تلك الناحية : «مَنْ وجدناه عند قبره بعد ثلاثٍ حبسناه في المطبق» ۱ ، فهرب الناس ، وتركوا زيارته ، وخُرِّب وزُرع . . . ۲ .
إلى آخر ما ذكره في تاريخه سنة ثلاث وثلاثين ومئتين .
ثمّ رأيت أبا جعفر [محمّد] بن جرير [ذكر] ذلك في تاريخـه الكبير أيضاً ۳ .
وكذلك ما ذكره الملك المؤيّد ، إسماعيل أبو الفداء في تاريخه مختصر أخبار البشر ؛ قال ما لفظه :
ثمّ دخلت سنة ستّ وثلاثين ومئتين ؛ وفي هذه أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وهدم ما حوله من المنازل ، ومنع الناس من إتيانه ۴
.
انتهى موضع الحاجة من كلامه .
وكذلك محمّد بن شاكر بن أحمد الكُتبي المصري في فوات الوفيّات ، قال ما لفظه :
وكان المتوكّل قد أمر ـ في سنة ستّ وثلاثين ومئتين ـ بهدم قبر الحسين رضى الله عنه ، وهدم ما حوله من الدور ، وأن يعمل مزارع ويُحرث ، ومَنَع الناس من زيارته ، وبقي صحراء ، وكان معروفاً بالنَّصب . فتألّم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان ، وهجاه الشعراء ۵ . . . إلى آخر كلامه ۶ .
أقول : هؤلاء الثلاثة اتّفقوا على أنّ المتوكّل ـ لعنه اللّه ـ أمر بذلك ، ونفس الواقعة [كانت في] سنة ستّ وثلاثين ومئتين ۷ .
لكن في أمالي شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله ما ينافي هذا التاريخ ؛ [فقد ]أسند معنعناً عن القاسم بن أحمد بن معمّر الأسدي الكوفي ـ وكان له علم بالسِّيرة وأيّام الناس ـ قال :
بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم أنّ أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فيصير إلى قبره منهم خلقٌ كثير ؛ فأنفذ قائداً من قوّاده ، وضمَّ إليه كتفاً من الجند كثيراً ؛ ليشعُب قبر الحسين عليه السلام ، ويمنع الناس من زيارته والاجتماع إلى قبره .
فخرج القائد إلى الطفّ ، وعَمِل ما اُمر ، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومئتين ، فثار أهل السواد به ، واجتمعوا عليه وقالوا : «لو قتلتنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منّا عن زيارته» ، ورأوا من الدلائل ما حَمَلهم على ما صنعوا ؛ فكتب بالأمر إلى الحضرة ، فورد كتاب المتوكّل إلى القائد بالكفِّ عنه ، والمسير إلى الكوفة [مظهراً أنّ مسيره إليها في مصالح أهلها والانكفاء إلى المصر] ۸ .
فمضى الأمر على ذلك حتّى كانت سنة سبعٍ وأربعين ، فبلغ [المتوكّل] أيضاً مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام ، وأنّه قد كثر جمعهم لذلك ، وصار لهم سوقٌ كبير ؛ فأنفذ قائداً في جمعٍ كثير من الجند ، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمّة ممّن زار قبره ، ونَبَشَ القبر ، وحرثَ أرضه ، وانقطع الناس عن الزيارة ، وعَمد على التتبّع لآل أبي طالب عليهم السلام والشيعة [رضي اللّه عنهم] ، فقُتِلَ ولم يتمَّ له ما قدره ۹ ، انتهى .
واللّه أعلم بالأصحّ . وقد تقدّم أنّ المنتصر ابن المتوكّل ـ لعنه اللّه ـ أمر بعمارة الحائر ، وبنى ميلاً على المرقد الشريف أيّام تملّكه ، كما نصَّ عليه المجلسي رحمه اللهوغيره ، وكان تملّكه ستّة أشهر .
وذكر ابن الأثير وأبو الفداء في مختصره : أنّ المنتصر أمر الناس بزيارة قبر الحسين عليه السلام ، لكن يعلم من حديثٍ ذكره ابن طاووس في أمان الأخطار أنّ الحائر بقي غير مسكون إلى أيّام المعتضد ؛ قال السيّد ابن طاووس :
إنَّ عليّ بن عاصم الزاهد كان يزور الحسين عليه السلام قبل عمارة مشهده بالناس ، فدخل سَبُعٌ إليه فلم يهرب منه ، ورأى كفَّ السَّبُع منتفخةً بقصبةٍ قد دخلت فيها فأخرج القصبة منه ، وعصر كفَّ السبع وشدَّه ببعض عمامته ، ولم يقف من الزوّار لذلك سواه ۱۰ .
فإنّ قوله «فدخل سَبُعٌ» ظاهرٌ في أنّ على القبر سقيفة وبناء ، فمراده من قوله «قبل عمارة مشهده» يريد قبل سُكنى الناس وقبل العود إلى المجاورة ؛ لأنّ عليّ بن عاصم المذكور ماتَ في حبس المعتضد العبّاسي في عشر الثمانين بعد المئتين .
وفي أيّام المعتضد وجّه محمّد بن زيد الداعي ـ ملك طبرستان ـ فبنى المشهد الحائري بناءً مشيّداً ؛ كما نصَّ على ذلك السيّد ابن طاووس في فرحة الغري ۱۱ ومحمّد بن أبي طالب في كتاب مقتل الحسين عليه السلام ۱۲ وغيرهما ، وكان ابتداء تملّك المعتضد سنة تسع وسبعين ومئتين ، وانتهائها في سنة تسع وثمانين ومئتين ، فتكون عمارة محمّد بن زيد الداعي في أثناء هذه المدّة .
ثمّ استولى عضد الدولة البويهي على العراق ، ودخل بغداد سنة سبع وستّين وثلاثمئة ، وعمَّر المشهدين [مشهد] أمير المؤمنين عليه السلام ومشهد أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام ، وبلغ الغاية في تعظيمهما وعمارتهما والأوقاف عليهما ، وتوفّي رحمه الله في شوّال سنة اثنين وسبعين وثلاثمئة ، وكانت ولايته بالعراق خمس سنين ونصفاً ، وكان عمره سبعاً وأربعين سنة ، وحُمِل إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام فدُفن به .
ولمّا كان اليوم الرابع عشر من ربيع الأوّل سنة سبع وأربعمئة احترق مشهد مولانا الحسين عليه السلام ؛ كما في كتاب تواريخ الشيخ المفيد رحمه الله ، وكان عِمران بن شاهين المعروف ۱۳ بنى الرواق المعروف برواق عِمران في المشهد الحائري ؛ كذا ذكر السيّد في فرحة الغري كما سيأتي لفظه . ثمّ لا أدري هل اضمحلّت عمارة عضد الدولة بالحرق المذكور أو بقي منها شيء ؟
وكيف كان ؛ جُدِّدت عمارة المشهد الشريف تجديداً حسناً قبل هذه العمارة الموجودة الآن ، وعُمّر المشهد الشريف بالناس ، وكانت للحائر خزانة معظّمة أخذها المسترشد ابن المستظهر ۱۴ المستخلف سنة إحدى عشرة وخمسمئة ، وكانت خلافته سبعة عشر سنة . قال الشيخ ابن شهرآشوب في كتابه الكبير ما لفظه :
أخذ المسترشد من مال الحائر ، وقال : «إنّ القبر لا يحتاج إلى الخزانة»! وأنفق على العسكر ، فلمّا خرج قُتِلَ هو وابنه الراشد» ۱۵ ، انتهى .
أقول : ويُعلم ما كان عليه الحرم الشريف من التشييد والعمارة قبل هذه العمارة الموجودة ، من كلام ابن بطوطة المغربي في رحلته ؛ حيث إنّه كان دخل كربلاء في سنة سبع وعشرين وسبعمئة ، قال :
مدينة كربلاء مشهد الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، وهي مدينة صغيرة ، تحفُّها حدائق النخل ، ويسقيها ماء الفرات ، والرَّوضة المقدَّسة داخلها ، وعليها مدرسة عظيمة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والصادر ، وعلى باب الروضة الحُجّاب والقُوَمَة ، لا يدخل أحدٌ إلّا عن إذنهم ؛ فيقبِّل العتبة الشريفة ، وهي من الفضّة ، وعلى الضَّريح المقدَّس قناديل الذهب والفضّة ، وعلى الأبواب أستار الحرير ۱۶ .
أقول : وتاريخ العمارة الموجودة الآن مكتوبٌ فوق المحراب الذي في الحائط القبلي ممّا يلي الرأس : سنة سبع وستّين وسبعمئة ۱۷ ، فيكون دخول ابن بطوطة الحائر قبل هذا التعمير بأربعين سنة .
فتحصّل من مجموع ما ذكرناه أنّ مشهد مولانا الحسين عليه السلام بُني خمس مرّات ـ غير العمارة الاُولى الموجودة ـ أو ستّ :
الاُولى : أيّام بني اُميّة ـ كما عرفت ـ كان قد بُنِي عليه مسجدٌ له باب شرقي وباب غيره ، فإنّه لم يزل كذلك إلى أيّام الرشيد اللّعين .
الثانية : عمارته بعد كرب الرشيد إلى أيّام المتوكّل لعنه اللّه ، ولعلّ العمارة كانت للمأمون ابن الرشيد لعنه اللّه .
الثالثة : عمارته بأمر المنتصر بعد كرب المتوكّل لعنه اللّه ، كما نصَّ عليه محمّد بن أبي طالب ، والخوارزمي ، والعلّامة المجلسي رحمه الله .
الرابعة : عمارته بعد هذا السقوط ، وهي عمارة محمّد بن زيد بن محمّد بن إسماعيل جالب الحجارة ابن الحسن دفين الحجّاج ابن زيد الجواد ابن الحسن السبط ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، [و] ملك محمّد بعد أخيه الحسن ، وبنى المشهدين الشريفين الغروي والحائري أيّام المعتضد ، وكان [قد] ملك طبرستان عشرين سنة ؛ كما في فرحة الغري وغيره كما تقدّم .
الخامسة : عمارة عضد الدولة بن ركن الدولة البويهي ، وكانت سلطنته بعد موت أبيه في أيّام الطائع بن المطيع ۱۸ ، ولم تطل أيّام عضد الدولة ، بل كانت سلطنته من حيث المجموع سبع سنين ، وتوفّي سنة اثنين وسبعين وثلاثمئة .
السادسة : العمارة الّتي كانت بعد الحريق الحادث في سنة سبع وأربعمئة ، وهي عمارة الحسن بن مفضل بن سهل أبو محمّد الرامهرمزي ـ وزير سلطان الدولة الديلمي ۱۹ ـ وهو الذي بنى سور الحائر الحسيني عليه السلام ، كما حكاه القاضي المرعشي ۲۰ في كتابه مجالس المؤمنين في طبقات الشيعة ، عن تاريخ ابن كثير ، وأنّ الوزير المذكور قُتِلَ سنة اثني عشرة وأربعمئة ، وهي العمارة الّتي وصفها ابن بطوطة . والسور هو السور الذي ذكره الشيخ ابن إدريس في سنة ثمان وثمانين وخمسمئة في كتاب المواريث في السرائر ۲۱ .
السابعة : العمارة الموجودة الآن ، وليست بويهيّة ؛ لأنّ تاريخها سنة سبع وستّين وسبعمئة ، بعد انقضاء دولة بني بويه بثلاثمئة سنة وعشرين سنة ؛ لأنّ انقضاء الدولة البويهيّة كان سنة سبع وأربعين وأربعمئة ؛ فما اشتهر بين الناس أنّ هذه العمارة الموجودة الآن لآل بويه ، لا وجه له .
وقد ذكرنا موضع تاريخ العمارة الموجودة ، وأنّه فوق المحراب القبلي ۲۲ ممّا يلي الرأس ، وأنّه سنة سبع وستّين وسبعمئة .
وكذلك ظهر فساد توهّم مَنْ قال : «إنّها عمارة بني العبّاس» ؛ لأنّ دولتهم انقضت قبل هذا التاريخ سنة ستّ وخمسين وستّمئة ، وقد ذكر ۲۳ لي اسم صاحبها الجليل ـ سلّمه اللّه ـ خازنُ الحرم الحائري السيّد عبد الحسين بن السيّد الخازن الأوّاه السيّد عليّ بن السيّد الخازن السيّد جواد ـ طاب ثراه ـ ولم يبقَ ببالي ، ولكن ببالي أنّه مكتوب مع التاريخ المذكور ؛ فراجعه .

1.غرفة مظلمة تحت الأرض لا يميّز السجين فيها بين اللّيل والنهار .

2.الكامل في التاريخ ، ج۷ ، ص۵۵ .

3.راجع تاريخ الطبري ، حوادث سنة ۲۳۳ق .

4.المختصر في أخبار البشر ، حوادث سنة ۲۳۶ق .

5.قال ابن شاكر الكتبي في آخر كلامه : وهجاه الشعراء دعبل وغيره ، وفي ذلك يقول يعقوب بن السكيت ـ وقيل هي للبسامي ـ : تاللّه إن كانت اُميّةُ قد أتت قتل ابن بنت نبيّها مظلوما فلقد أتاهُ بنو أبيه بمثله هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبّعوه رميما

6.فوات الوفيّات ، ج۱ ، ص۲۹۱ ـ ۲۹۲ .

7.لقد ذكر هذا أنّ ما أمر به المتوكّل كان في سنة ۲۳۶ق ، بينما ما مرَّ من كلام ابن الأثير هو سنة ۲۳۳ ولعلّه تكرّر منه ذلك ، أو أنّ المرّة الاُولى كان بعنوان التهديد ، وفي سنة ۲۳۶ أنفذ ذلك الأمر .

8.الزيادة من الأمالي .

9.أمالي الطوسي ، ص۳۲۸ ـ ۳۲۹ .

10.الأمان من أخطار الأسفار والأزمان ، ص۱۲۷ .

11.فرحة الغري ، ص۱۲۸ .

12.يقصد به كتاب تسلية المجالس وزينة المجالس ، وهو كتاب يتحدّث عن مقتل الحسين عليه السلام ، ولا زال مخطوطاً .

13.هو عِمران بن شاهين ، مؤسّس الإمارة الشاهينيّة بالبطيحة (أهوار جنوب العراق) ، فاستولى على معظم نواحي البطائح ، وعجزت الدولة عن السيطرة عليه ، فجهّز له معزّ الدولة البويهي جيشاً في بغداد سنة ۳۲۸ق ، فهزمه عمران ، واستمرّت بينهما المعارك مدّة ، ثمّ انتهت بالصلح على أن تكون إمارة البطيحة لعمران ، واستمرّ أميراً على إمارته مدّة أربعين سنة ، وتوفّي سنة ۳۶۹ق . ورواقه الذي بناه في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام لا زال جزء منه باقياً ـ و إن تبدّل اسمه إلى مسجد عمران بن شاهين ـ في المدخل الشمالي للصحن الشريف المشهور بباب الشيخ الطوسي .

14.المسترشد باللّه العبّاسي ، الخليفة التاسع والعشرون من خلفاء بني العبّاس ، حكم من سنة ۵۱۲ ق لغاية سنة ۵۲۹ .

15.مناقب آل أبي طالب ، ج۲ ، ص۱۷۱ ، طبعة الحيدرية ـ النجف .

16.رحلة ابن بطوطة ، ص۲۳۳ .

17.لم يوجد هذا المحراب والتاريخ المكتوب فوقه في الحائط القبلي من الروضة الحسينيّة المطهّرة ، والظاهر أنّهما اُزيلا لفتح الممرّ المؤدّي إلى الرواق ، حيث يواجه الخارج منه قبر حبيب بن مسلم .

18.الطائع باللّه العبّاسي ، الخليفة الرابع والعشرون من خلفاء بني العبّاس ، بُويع بالخلافة سنة ۳۶۳ ق ، وامتدّت خلافته حتّى سنة ۳۸۱ .

19.سلطان الدولة ، أبو شجاع بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة البويهي ، تولّى الملك بعد موت أبيه بهاء الدولة . قدم بغداد سنة ۴۰۸ق ، ومات بشيراز سنة ۴۱۵ .

20.هو السيّد السعيد القاضي نور اللّه المرعشي التستري ، الشهيد سنة ۱۰۱۹ق .

21.لم يرد ذكر السور في كتاب المواريث من السرائر المطبوع لابن إدريس الحلّي رحمه الله .

22.المقصود المحراب الموجود في طرف القبلة ، أي قبلة القبر الشريف ، وقد ذكرنا أنّ المحراب والتاريخ قد اُزيلا عن موضعهما في التعميرات اللاحقة .

23.جاء في هامش النسخة : أقول : وأنا الجاني الخازن للروضة المطهّرة ، قد ذكرتُ للسيّد ـ متّع اللّه المسلمين بطول بقائه ـ أنّ البناء الموجود اليوم على قبره الشريف أمر به السلطان أويس الإيلكاني .

الصفحه من 505