آداب الدعاء - الصفحه 208

والطبع أشدّ منه كالطين ثاني مرتبة ، والقفل أشدّ منه كالغَلَق المقفل .
وهذه استعارات وتشبيهات تحصل للقلوب بصدور الذنوب أوّلاً فأوّل . ۱ نعوذ باللّه من ذلك كلّه .
و إنّما سمّي الوسواس الخنّاس لأنّه يخنس إذا ذُكر اللّه تعالى ؛ أي يذهب ويستتر . ۲
وعن التفسير : له رأس كرأس الحيّة يجثم على القلب ، فإذا ذُكر اللّه تراجع وتأخّر ، و إذا تُرك ذكر اللّه رجع إلى القلب يوسوس فيه . ۳
وفي بعض الأخبار : انّه شيطان جاثمّ على قلب ابن آدم ، له خرطوم كخرطوم الخنزير فإذا ذكر اللّه خنس ، و إذا ترك ذكر اللّه التقم القلب .۴
وفي خبرٍ آخر : ما من قلبٍ إلّا وله اُذنان ؛ على إحداهما ملك مرشد ، وعلى الاُخرى شيطان مفتِّن۵، هذا يأمره وهذا يزجره۶.
و إن كانت تلك الذنوب حقّا لمخلوق يتخلّص منه ؛ فإنّ من الذنوب ما تحبس الدعاء ، كما أنّ منها ما يزيل النعم ؛ كمنع الخمس والزكاة .
ومنها ما يجلب الفقر ؛ كشرب الخمر ، والزنا .

1.روى ابن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان (ج ۱ ، ص ۸۷) في تفسير قوله تعالى في سورة البقرة الآية ۷ : «خَتَمَ اللّه ُ عَلَى قُلُوبِهِمْ» بإسناده عن القاسم قال : حدّثنا الحسين ، قال : حدّثنا حجّاج ، عن ابن جريج ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن كثير أنّه سمع مجاهدا يقول : «الران أيسر من الطبع ، والطبع أيسر من الإقفال ، والإقفال أشدّ ذلك كلّه . . .» . وانظر : النهاية لابن الأثير ، ج ۳ ، ص ۱۱۲ مادة : «طبع» ؛ تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، ج ۱ ، ص ۴۸ ؛ مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۳۶۷ مادة : «طبع» ؛ تاج العروس ، ج ۵ ، ص ۴۳۸ مادة : «طبع» .

2.قال يحيى بن زياد الفرّاء في معاني القرآن (ج ۳ ص ۳۰۲) : قوله عز و جل : «مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ» [ سورة الناس الآية ۴ ]إبليس يوسوس في صدر الإنسان ، فإذ ذكر اللّه عز و جلخنس .

3.لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۷۱ مادة : «خنس» ، تفسير غريب القرآن الكريم للطريحي ، ص۳۰۳ .

4.في تفسير القمّي (ج ۲ ص ۴۵۰) بإسناده عن سعيد بن محمّد قال : حدّثنا بكر بن سهل ، عن عبد الغني بن سعيد الثقفي ، عن موسى بن عبد الرحمن ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس ، في قوله : «مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ» [ سورة الناس الآية ۴ ] : يريد الشيطان ـ لعنه اللّه ـ على قلب ابن آدم ، له خرطوم مثل خرطوم الخنزير ، يوسوس لابن آدم إذا أقبل على الدنيا و ما لا يحبّ اللّه ، فإذا ذكر اللّه عز و جل انخنس ، يريد : رَجَعَ . عنه بحار الأنوار ، ج ۶۳ ، ص ۲۴۶ ، ح ۱۰۰ ، وج ۷۰ ، ص ۵۴ ، ح ۱۸ ؛ وتفسير البرهان ، ج ۸ ، ص ۴۴۵ ، ح ۳ .

5.في تفسير القمّي المطبوع : مغتر ؛ يقال : اغترّه : أي طلب غفلته . وفي البحار ، ج ۶۳ ، ص ۲۴۵ : مفتّر : أي يحملهم على الفتور .

6.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۲ ، و ج ۲ ، ص ۴۵۰ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۳ ، ص ۲۰۵ ، ح ۳۴ ، وص ۲۴۵ ، ح ۹۹ ، و ج ۷۰ ، ص ۳۳ ، ح ۱ ـ و فيه بيان نافع ـ ؛ تفسير الصافي ، ج ۵ ، ص ۶۰ و ۳۹۸ .

الصفحه من 232