زندگينامه خودنوشت سيّد محمّد باقر يزدي - الصفحه 547

بسم الله الرّحمن الرّحيم
. . . وحيث بلغ الكلام إلى هذا المقام فقد تمّ المقصود الموضوع له هذا المجلد من الكتاب ، فبالحريّ أن أقطع الخطاب وأختم بذكر أحوال المؤلف الفقير ليكون عبرة للناظرين وتذكرة للسامعين .

فأقول :

أنا «محمّد المدعوّ بالباقر ابن مرتضى بن أحمد بن الأمير حسين بن الأمير سامع بن الأمير غياث الدين ابن الأمير محمّد مؤمن من آل طباطبا اليزدي مولدا والنجفي موطنا ومدفنا» إن شاء اللّه تعالى .
ولدت في العشرة الاُولى من شهر ذي الحجة الحرام سنة خمس وخمسين و مئتين بعد الألف (1255) من الهجرة النبويّة المصطفويّة ـ على صاحبها آلاف سلام وتحية ـ في دار العبادة «يزد» ، فيكون عمري حين التصنيف ـ و هو جمادى الآخرة من سنة ست و تسعين ومئتين بعد الألف ـ أربعين سنة وستّة أشهر تقريبا ، ونسأل اللّه أن يعمرنا بأزيد من هذا إن كان العمر بذلة في طاعته ، ويقبضنا إليه إن كان مرتعا للشيطان ومصروفا في معصيته .
ولمّا صرت بحيث أعرف اليمين من الشمال واُميّز الإدبار من الإقبال ، أمر الوالد الماجد العلّام ـ و كان من العلماء البارعين في العربيّة والتفسير والحديث المطّلعين على قواعد الفقه والاُصولين ، لكنّه لم يكن يدعي الاجتهاد ، ولا كان في تلك الدرجة العليّة والمرتبة السنيّة أيضا على الظاهر ، وكان إماما في مسجد المحلّة الّتي كنّا ساكنين فيها ـ بأن أحضر المكتب وأقرأ في القرآن المجيد والفرقان الحميد .
فامتثلت أمره العالي ، فدخلت المكتب وأخذت في قراءة كلام اللّه عند المعلّم ، فكلّ ما ألقى إليّ من الدرس أعجلته ۱ عنه بحيث كنت كأنّي عالمٌ به قبل وقته وواقف به قبل حينه ، وكنت أحفظ كلّ ما أقرأ ، فحصل له كمال الشوق وتمام الرجاء ؛ لما شاهد منّي من عدم الحاجة إلى تعلّم كيفيّة التهجّي ومعرفة حروف الهجاء .
فمضى على هذا مدّة و حصل لي قوة و عدّة ، فإذا طارقُ التعطيل قد طرق وكوكب التكميل قد احترق ، فدهى عليّ المرض والكبد وعرض على إنسان العين رمد ، فأخذت شمس الكمال في اُفول حتى جلست في زاوية الخمول ، فسعى الأبوان ـ شكر اللّه مساعيهما ـ غاية السعي ورعيا نهاية الرعي ، فاحتالا بكلّ حيلة تحتال وأرسلا إلى كلّ طبيب وكحّال ، فطال الأمد ولم يرتفع الرمد ، فلم أزل ازداد سوء المزاج حتّى احتجت إلى آخر العلاج ، فرأيت عينى ـ وهي مكمويّ ـ وأنا تارة في التسليم واُخرى في الشكوى ، فأثّرَ ذلك تمام الأثر فزال الرمد حتّى لم يذكر منه خبر ، لكن علامة الكيّ إلى الآن باقية ، بل ظهر به منفذ في العين لخروج الدمع كأنه ساقية .
فبعد ما برئت استأنفت العمل وأخذت في تدارك ما فاتني من الأجل ، حتى قرأت عدّة من الكتب الفارسية ، فشرعت في تعلم الخط ، وأخذت في تعلّم علوم العربية من اللغة والصرف والنحو عند والدي الماجد وغيره ، فما مضى برهة من الزمان إلّا وفّقت فيها على الأقران ، فحفظت المتون والمختصرات وأتقنت الشروح والمطوَّلات .
وكان مدار المعاش في تلك الأيام على النمط الأوسط والنمرقة الوسطى ، لا في الدرجة السفلى ولا في الغاية القصوى ، مع أن الوالد ـ قدّس اللّه روحه ـ لم يكن له ضياع وعقار ولا محلّ يصل منه على سبيل الاستمرار ، بل كان مدار أمره التوكّل ومناط عيشه التوسّل .
وكان لي ثلاثة إخوة واُختٌ واحدة عيّون بي من طرف الأبوين وينتسبون إليّ بالاُخوّة من قبل طرفي الوالدين ، وأنا أصغر من الكلّ :
أوّلهم : الأخ الأعزّ الأكبر العالم الفاضل المحقّق المدقّق «السيّد علي أكبر» ۲ أدام اللّه عزّه وفضله ، وهو في هذا الزمان في بلدة شيراز ، وانتهت إليه الرئاسة الشرعية والسياسة الدينيّة ، وله اليد الطولى في العلوم والفنون العقليّة والنقليّة ، وهو يترجم في هذا الأيام كتاب تفسير الإتقان ۳ للفاضل السيوطى مع زيادة بيانات وتحقيقات بإشارة والي تلك البلدة على ما أخبرني به بالمكاتبة ، و إقدامه على هذا الأمر ينبئ عن فضله .
وثانيهم : الأخ الفاضل الجليل السديد الأديب الأريب المؤتمن «السيّد حسن» ۴ دام بقاؤه ، وهو مجاور كربلاء المشرّفة ، وقد ألّف كتبا في الأخبار بالعربية والفارسيّة ، وله «ديوان شعر» فيها قصائد عربية جيّدة ، وهو من أشعر الناس بالأشعار العربيّة بين العجم ، وله «قصائد» فارسيّة لكنّها لم تصل في البراعة والملاحة درجة قصائده العربية .
وثالثهم : العلّام الفهّام نخبة الفضلاء العظام الفخام ، السيّد السند المعتمد المبرّى عن كلّ رين والمعرّى من كل شين ، أخي «السيّد حسين» ۵ زاد اللّه في تأييده ، وله اطلاع تام في المطالب العلميّة سيّما التفسير والحديث ، وله مصنّفات :
منها : رسالة جامعة الألواح في الأعداد والأوفاق .
ومنها : رسالة حجج الإسلام في اثبات نبوّة خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله وسلم بالآيات الإنجيلية استخرجها من إنجيل الأرامنة وكتبها بلغتهم ثمّ ترجمها .
و منظومة عربيّة في علم الهيئة ولم تتم .
وتفسير عربي على آية النور ۶ يقرب من ثمانية آلاف بيت ، جيّد الاُسلوب ، حسن الوضع ، مشتمل على مطالب عقلية وفوائد نقلية ، لكنّه فاقد لما اشتمل عليه تفسيرنا للآية الشريفة المذكور في هذا الكتاب من التحقيقات والأسرار والمسائل المشكلة المعضلة والتأويلات المتعلّقة بالعلوم المختلفة الكثيرة ، ۷ حتّى إنّه ـ سلّمه اللّه ـ لمّا رأى كراريس هذا الكتاب أعجبه تفسير الآية وتمنّى أن يكون هذا الكتاب موجودا عنده حين التصنيف ليلتقط من فوائده الشريفة ، ومؤلّفات كثيرة متفرّقة في الأخبار بالعربيّة والفارسيّة ، وله يد طولى وبراعة عليا في الوعظ والخطابة ، وهو مجاور بلدة الكاظمين عليهماالسلام . ۸
وبالجملة : هاجر في ذلك الزمان الأخوان الأخيران إلى كربلاء المشرفة للزيارة وتحصيل العلوم ، وبقيتُ أنا وأخي الأوّل الأكبر في بلدة يزد ، ثمّ مشى هو إلى كربلاء بعد سنة ، فبقيت وحدي كطائر قصّ جناحه أوضامر سد مراحه ، لا أعرف الليل من النهار ولا الإظلام من الإسفار ، وأنا بعدُ في الاشتغال مع تشويش الحال وتوزّع البال ، فاعتصمت بحبل الآيات والأخبار ، وتمسّكت بذيل الأوراد والأذكار سائلاً من اللّه تعالى أن يؤتينى ما آتاهم ويعطيني ما أعطاهم ، فانفتح الباب من طرف الإجابة ووقع النُّشّاب على هدف الاستجابة ، فمنّ اللّه عليّ بتهيّة أسباب السفر وتخلية دارنا مِن كلّ مَن فيها استقرّ .
فسافرت مع الوالدين وغيرهما إلى أرض الطف قاصدين لمجاورة الغري النجف ، فبعد ما وصلنا إلى تلك البلدة الشريفة والبقعة المنيفة ابتليت بوجع العينين قبل أن يكتحل ناظري بمشاهدة ما هو سلوة للقلب وقرّة للعين ، فامتدّ ذلك زمانا طويلاً وأنا لا أجد إلى علاجه سبيلاً و إلى معالجه هاديا ودليلاً ، فضاق صدري وطال فكري ولا أراني إلّا أن حزني سرمد وليلي مسهّد ، فتوسّلت إلى ملجأ كلّ الناس ومعدن العلاج ومنبع المراثي أبي الفضل العبّاس ـ صلوات اللّه عليه ما دار الدوار في آناء الليل وأطراف النهار ـ فعاملني بالوفاء وأعطاني الشفاء ، فحمدت اللّه على ذلك ولم أزل مشغولاً بالزيارة هنالك ، وجدّدت العهد بمشاهدة الإخوان وأحكمت العقد بمصادقة الخُلّان .
فاشتغلت في تلك البلدة الشريفة بتحصيل العلوم ، وشمرت في تكميل الفنون والرسوم ، وسكنت في المدرسة أنا و إخوتي العظام ، ونزل الوالدان في دار بعض المجاورين من الخدام ، ومؤونة الجميع على الوالد الماجد مع ما كان عليه من الصادر والوارد ، وقد تشرّفنا في الخلال والبين بزيارة سيّد الأولياء و إمام الثقلين ، ثمّ رجعنا إلى مجاورة حرم الحسين[ عليه السلام ] ، فما مضى علينا إلّا برهة يسيرة في تلك الديار حتّى خلا الكيس من الدرهم والدينار ، فمضى زمان على ما مضى حتّى خرجنا لزيارة مولانا الرضا[ عليه السلام ] ، وكنت أنا وأخي السيّد حسين في خدمة الوالد العلّام حين المسافرة إلى زيارة ذلك الإمام الهمام عليه السلام .
فسافرنا على طريق التواني والاطمئنان ، وشاهدنا كثيرا من بلاد الإيران ، ووالدنا في كلّ بلد أقام كان أعزّ أهل التبجيل والإكرام من العلماء الأعلام والسادة ذوي الاحترام ، وأنا في كلّ بلد مشغول بأمري غافل عن غيري ، بل كنت في أثناء السفر أحفظ ما ينبغي أن يحفظ من المتون والخطب والأشعار وشبهها ، فحصّلتُ في ذلك السفر ممّا يقرب من ثلاث سنين قدرا كاملاً وحظا وافرا من المعقول والمنقول ، واطلعت على أسرار الهيئة والنجوم والحساب ، بل بعض قواعد علوم الأسرار كالجفر ونحوه .
وممّا حصّلته أنا وأخي في المشهد الرضوي العلم بالكتب السماويّة المتداولة بين أهل الكتاب عند بعض المنتحلين للإسلام من اليهود ، وكنت هناك اُلقي الدروس في المنطق وغيره من العلوم لجماعة من الطلبة ، وكتبت لنفسي نسخة شرح الچغميني في علم الهيئة ، فبعد ما مكثنا مدّة طويلة في الأرض المقدّسة الرضويّة ـ على مجاورها آلاف سلام وتحيّة ـ خرجنا إلى بلدة يزد الّتي هي موطننا الأصلي ، وقد فرج اللّه في ذلك السفر ، وحصل من بركات الإمام الثامن والضامن بعد المخارج والمصارف مقدار ستّة آلاف درهم تقريبا .
فوصلنا إلى بلدنا في أوائل الشتاء ، فدخلنا دارنا الأولية الأصلية واشتغلت بأمري ، وممّا دهى عليّ في تلك المدّة مصيبة موت الوالدة ، فإنّها بقيت في كربلاء المشرّفة وماتت بعد سنة من خروجنا من تلك البلدة المقدّسة تقريبا ، ودفنت في الصحن المقدّس الحسيني ممّا يلي «باب السدر» حشرها اللّه مع مواليه الطيّبين الأطهار ورزقنا الدفن هناك لمرافقة الأبرار .
وممّا دهى أيضا مصيبة موت اُختي وهي امرأة عالمة كاملة ، وكانت في حبالة بعض السادة الأجلّاء من أهل «يزد» ، وكانت هي وزوجها معنا في البلدة المقدّسة الحسينيّة ، فبقيا هناك بعد خروجنا إلى خراسان مدّة من الزمان ، ثمّ سافرا إلى «يزد» وتوفيت هي في قرب «يزد» وردّت جنازتها إلى مجاورة أمير المؤمنين عليه السلام ب«وادي السلام» رزقنا اللّه الفوز بسعادة مجاورة ذلك الإمام الهمام في الحياة والممات .
ثمّ إنّ والدي المرحوم أصرّ عليّ وعلى أخي بالتزوّج لما كان يرى من اختلال أمر البيت لعدم من يتكفّل بأمرنا و يقوم بواجب همّنا ، فأبينا أشدّ إباءً ، وامتنعنا غاية الامتناع ، فاضطرّ إلى تجديد الفراش لتنظيم أمر المعاش ، وقد كنت في تلك الأيّام كالطير في القفس والمحبوس في المحبس ، ضيّق الصدر سئم القلب قريبا بالمحن غريبا في الوطن ، أتذكر تارة أيّام المجاورة واُخرى أوقات المسافرة ، وربّما تذكرت أيام الصبا وزمان ارتضاع اللبا ومودّة جانب الاُمومة ومحبّة الوالدة المرحومة ومصاحبة الإخوان الكرام ، ومرافقة الأقرباء والأرحام ، فاشتغل قلبي اشتعال الشموع ، وجرى على خدّي فيض الدموع .
فلمّا انقضى أيّام الشتاء ، عزمت على الفرار والجلاء ، فاستأذنت والدي رحمه الله في المهاجرة عن الأهل والأوطان والمسافرة إلى بلدة كرمان ، فأذن لي ، فخرجت في حال اليأس والبأس وتجرعت الغصص كأسا بعد كأس ، فشايعني أخي إلى الصحراء ثمّ تفارقنا بعويل وبكاء ، ثمّ غبت عنه وغاب عنّي لا يراني ولا أراه ، وهو يوم صعب كأنّه لم ينسه وكأنّي لا أنساه ، فقاست في الطريق الهموم والأحزان لمصاحبة غير أبناء الجنس من أبناء الزمان ، حتى ظهرت آثار الغربة واشتدّت أكدار الكربة ، حتّى دخلت البلد وليس لي فيه والد وولد ، ولم أزل أسوق مطيتي في السكك والأسواق وأنا لا أعرف منزلاً من مسجد أو مدرسة أو رواق ، فـ «الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍالْمَسَاقُ» ، ۹ فكنت اُقدّم رجلاً واُؤخّر اُخرى وتتابعت عليّ الأحزان تترى ، فناداني بعض أهل الخير والصلاح وخاطبنى بحيّ على الفلاح ، فدلّني بعد المحروميّة على «المدرسة المعصوميّة» ، فدخلت الباب وبين يدي المطيّة والأسباب ، واشتدّت عليّ الأسقام والأتعاب . فلاقاني بعض الطلاب ، فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام وحيّاني بأحسن تحيّة و إكرام ، ثمّ سألني عن الموطن والبلد والمطلب والمقصد والشغل والعمل والحمل وما حمل والاسم والنسب والرسم والحسب ، فأخبرته بحالي وبيّنت له أحوالي ، فأضمر في نفسه لحاجتي القضاء ، ثمّ صاحبني ولازمني إلى الفضاء ، فلم يزل يدور ويدوّرني في الأطراف ولم يبرح يطوف ويطوّفني على كلّ مطاف ، فبينا نحن في الدورات والحسرات إذ ناداني رجل من وراء الحجرات ، «إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ» ، ۱۰«صُمّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ» ، ۱۱ فدنوت منه وهو يلقي الدرس في «شرح اللمعة» مع ألف أشر وبطر ورئاء وسمعة ؛ فرفع الرأس ، وقوي الظهر ، وكسر العنق وضيق العين ، وتنفس بالفواق ، وقام على الساق .
ثمّ أبرق وأرعد وتصوّب وتصعّد ، ثمّ رمق بطرف مائل ونادى بصوتٍ هائل : يا شديد الأمل ، ما الشغل والعمل؟ فتخيّلت أنّ الأسقام أدّت أمري إلى الحمام ، فهذا أوان لقاء منكر ونكير أو وصال مبشّر وبشير ، فارتعدت الفرائض والأعضاء واقشعرّت المفاصل والأحشاء ، فقمت بجسم نحيف وقلت بصوت ضعيف : تحصيل العلوم لي البغية والطلبة وأنا أعدّ نفسي في عداد الطلبة ، فلمّا لاحظ من عمري ريعان الشباب وشاهد في وجهي آثار التراب وغبار الاكتياب ، لم يعرف الشمس من وراء السحاب ولم يميز البدر تحت الحجاب ، فخاطبني بأشدّ خطاب قائلاً : ما صيغة الطلبة بقاعدة التصريف؟ أجبني من غير تحريف وتصحيف فعظم البلاء وأظلم في عيني الهواء ، واشتدّ الدواء وتنفس صدري بالصعداء ، فغلبني الحرق وألجمني العرق .
فقلت لنفسي : أيّها العالم بغوامض العلوم والواقف على نفائس الفنون ، أنت الموقف بهذه الحال والمسؤول بهذا السؤال ، فضاق صدري وسال دمعي ، ثمّ لاحظت أنّ الخطاء يستعقب الصواب والسؤال يستلزم الجواب ، فأجبت خطابه وذكرت جوابه ، ثمّ قلت : أيّها الرجل ، ما أقلّ إنصافك وأكثر اعتسافك ، فليندمن بك عجالتك وليكثرن من خجالتك ، فأعرضت عن منزله وأخربت عن محفله ، فقام يمشي حافيا ويناديني مخلصا صافيا ، فقلت : أيّها الممتحن المهتجن «في الصيف ضيّعت اللّبن!» أنت فاتك وهاتك ، والفتى فاتك يا فاتك! فانصرف قادما ورجع نادما .
والعجب أنّه أخفى ذلك الدليل بالوفاء وصنوه الّذي يسع معه من ماء ، ولا غرو في ذلك بعد وجود مثل الزهر والحشيش والورد والشوك الخريش وثبوت حقيقي جدوار وبيش[؟] ولا بعد فيه بعد وقوع هابيل وقابيل في النسب ووجود أبي طالب وأبي لهب .
ثمّ وصلنا بعد ذلك إلى إيوان ، فخرج من الحجرة رجل من أهل آذربيجان ، فحيّي تحيّة حسنة وسلّم إليّ حجرته ومسكنه ، فدخلت الحمام وخرجت بعد الاستحمام ولي نفائس الثياب وعليّ آثار الخضاب ، فما دخلت المدرسة إلّا والتحيّات متواترة والتسليمات متكاثرة ، فلمّا استرحت من بعض الآلام غلب عليّ المنام ، فما التذّت العين بلذّة الراحة وحظّة الاستراحة إلّا وصاح صاحب المنزل وراعي المحفل : قُمْ يا سيّدي من عالم الطيف والخيال ؛ فقد زال الهبوط والوبال ، ونظر كوكب الإقبال .
فقمت فإذا سيّدي وسنادي وسندي واُستادي ومن إليه في العلوم العقلية استنادي ، اُستاذ المعقول والمنقول والبارع في الفروع والاُصول سيّد أهل الرشاد والإرشاد «الحاج سيّد جواد الشيرازي الكرماني» قدّس اللّه نفسه وطيّب رمسه قد دخل حجرتي لزيارتي وورد منزلي لرعايتي ، فصافحني وعانقني كالأب الرؤوف ثمّ حاورني وساءلني كالأخ العطوف ، ومن جملة مَن في خدمته مَن وعدته بالندم وأوعدته بالصدم ، فتبيّنت للسيّد الجليل حاله وحكيت سؤاله ، فابتسم أشدّ ابتسام ولام بأسوء الملام ، ثمّ كلّمني في العلوم والفنون فكلّمته بما تقرّ به العيون .
فلمّا دنى شهر الصيام ابتلى السيّد الجليل بالآلام والأسقام ، وقد كان في كلّ عام وسنة يعظ الناس الموعظة الحسنة ويدعوهم بالحكمة ، فلم يقدر أن يصعد المنبر وينشر المسك والعنبر ، فأمرني بالصعود بين آلاف شاهد ومشهود وحاسد ومحسود .
فارتقيت في شهر اللّه الأعظم على أعلى المنابر ، وذكرت نبذا من أخبار السالف والغابر ، وأخذت في بيان النكت في الأخبار ، وشرعت في تبيان الحكم والأسرار ، فانتشر الخبر بين الناس وانكسر كلّ مسجد وانهدم كلّ أساس ، فاجتمع في مسجدي جميع أهل الفطانة والذكاء والفهم والبهاء من كلّ مسلك ومشرب وطريق ومذهب .
ثمّ لمّا زال المرض عن السيد الجليل سلّمت إليه أمره ورددت عليه شغله ، فلم يقبل إلّا أن يصعد يوما أو يومين من الأيام ليظهر حالي على الأنام ويعرفني عند الخاص والعام ، فصعد في اليوم الموعود والوقت المعهود ، وأطرى عليّ بما مرّ نبذة منه في السابق .
فلمّا تمّ الشهر الأعظم وتممت العمل على الوجه الأتمّ أرسل إليّ بتحف وهدايا ودراهم ودنانير بما تقرّ به عين البصير ، ثمّ شرع في البحث والدرس ، فحضرت عنده وبقيت في خدمته مدّة وقرأت عنده في كتاب الشوارق والمشاعر والأسفار وكتاب اُصول اُقليدس في الهندسة وغير ذلك ، وكنت أنا أدرس في المدرسة في المعقول والمنقول والفروع ، وصنّفت في تلك الأيّام شرح المشاعر .
وما كان يمضي على جناب السيّد يوم إلّا ويشتدّ ميله ويزداد حبّه [إليّ] ، ومن جميل أخلاقه أنّ حاكم البلد «محمّد إسماعيل خان النوري الملقّب بوكيل الملك» أرسل إليه نسخة من القرآن المجيد حسن الخط والقرطاس جيّد التذهيب ، وطلب منه أن يكتب فوق صفحاته رمز الخير والشر من الاستخارة حتّى يأمر بكتبه بالذهب ، فكتب الرموز ، ثمّ بعث إليّ القرآن وكتب لي : إنّك باعتقادي أعرف بالتفسير والحديث اللّذين هما المناط في الاستخارة فلاحظ ما كتبتُ ، فإن وافقتَني فيه [فبها ]و إلّا فاكتب ماترى ، ولما لاحظت ذلك خالفته في ثلثي القرآن ورمزت بما رأيت ، فأمر بكتب ما اخترته لا ما اختاره ، فله بالنسبة إليّ مثل هذه الترويجات والتمجيدات حتّى اختارني بالمواصلة وآثرني بالمصاهرة ، وأنا لم أقدم على ذلك الأمر العظيم والخطب الجسيم لحسد الحاسدين وغرض الكاسدين .
فلمّا انقضى الأجل وأتممت العمل عزمت على العود إلى مجاورة الحائر في طلب المآثر ، فخرجت من بلد كرمان في حال العزّة والجلال من قبل الرعية والسلطان عازما على زيارة سيّد العراق والحجاز من طريق شيراز ونواحي أهواز ، فقطعت الطريق مع الرفيق إلى أن وصلت إلى البلد المذكور والمصر المزبور ، ومكثت فيه أشهرا عديدة ، وقد راعى احترامي العالمان الفاضلان الكاملان الفقيهان «الشيخ مهدي المازندراني» و «المولى محمّد علي المحلّاتي» وغيرهما من علماء البلد وغيرهم .
وقد تعلّمت في ذلك البلد علم الاُسطرلاب من بعض المطّلعين على العلوم الرياضيّة ، وعلّمته بعض أسرار الهندسة ، وقد عثرت هناك على مجموعة مشتملة على رسائل عديدة في الرمل ، فرأيتها أتمّ الأسباب ، فصنّفت هناك رسالة في الرمل يزيد على ألفي بيت .
فاستخرت اللّه على المسافرة من طريق بلدة «أبو شهر» و«البصرة» إلى العتبات العاليات ، فلم تساعد نيّتي ، فاخترت المسافرة من طريق «أصفهان» ، فتوجّهت إليه حتّى وردت فيه ، وقد سبقني في المسافرة إليه أخي «السيّد حسين» بل أخي «السيّد علي أكبر» بعد رجوعه إلى «يزد» في زمن مكثي في «كرمان» .
فمكثنا في «أصفهان» مدّة ، ثمّ رحلنا إلى المقصد على هيئة الاجتماع ، فلمّا تشرّفنا بزيارة سيّد الشهداء ـ عليه صلوات خالق الأرض والسماء ـ نزلت في بعض المدارس واشتغلت بالعمل أحسن اشتغال ، فحضرت بعد إتقان المتون والسطوح بالبحث من الخارج في علمي الاُصول والفقه عند الفاضل الوحيد والنحرير الفريد «المولى الأردكاني» .
وكنت أنظم المطلب إجمالاً أوّلاً ، وأشرحه تفصيلاً ثانيا ، إلى أن اجتمع عندي كراريس ، ومع ذلك فأنا مشغول بالبحث والدرس في الفقه والاُصول وغيرهما لجماعة من المشتغلين المحصّلين ، فبقيت على تلك الحالة أكثر من ثلاث سنين ، وقد ضاق المعاش والمجال وساء الأحوال حتّى كان غالب قوتي الخبز بلا إدام ، حتّى ربّما تمنّيت قليلاً من الجبن ولم أقدر على تحصيله إلّا بطريق لا تتحمله نفسي .
فعوّدت نفسي على القناعة وتركت الجلالة والمناعة ، فبينا نحن مشغولون إذ طرق طارق البلاء وصاح صائح الوباء ، فاشتدّ المرض والألم وأحاط بالناس وعمّ ، فمات جماعة من مشاهير العلماء وغيرهم ، وأنا كنت أصبر واُسلّم الأمر واُفوّضه إلى اللّه وأتوكّل عليه ، حتى مات في أقلّ زمان من الليل خادم المدرسة ، فاستولى عليّ الواهمة فخرجت من «كربلاء» إلى «النجف الأشرف» وهناك بعد موجود ، لكن الناس كانوا يقولون : إنّه مرفوع ومردود .
فكنت أحضر في حوزة شيخ الأوائل والأواخر «الشيخ مرتضى الأنصارى التستري» ـ قدّس سرّه الزكيّ ـ في الفقه والاُصول ، وكذا حوزة شيخ الفقهاء على الإطلاق «الشيخ راضي النجفي» رفع اللّه درجته ، وفي تلك الأيّام حصل المفارقة بيني وبين الإخوان من جهة اختلاف أوضاع الزمان ، فالتجأ أحدهم من ضيق العيش إلى مقابر قريش ، وسافر الآخر على مركب من الجهاز إلى صوب «شيراز» ، وبقي أخي «السيّد حسن» في كربلاء على حال مجاورة سيّد الشهداء[ عليه السلام ] ، فورد في تلك الأوقات من جانب «الهند» بعض الاُمراء العظماء لزيارة الأئمّة الأصفياء عليهم التسليمات والتحيّات من حضرة الكبرياء ، و هو ممّن ذاق باكورة الكمال في حدائق الفضل والإفضال .
فاتّفق اجتماعنا في مجلس من المجالس ، فسألني عن بعض المسائل فأجبته من غير روية وفكر ، فأعجبه أمري وأطرق رأسه فكري ، وقد مضى من عمري في ذلك الوقت أربع وعشرون سنة ، فعزمني في بعض الليالي يستخرج من بحر فضيلتي غرر اللئالي ، وكان المجلس غاصّا بأهله عبرا ، ولم نحط بما لديه خبرا ، ولم نجد من دونه سترا ، فدخلت فيه واخترت مجلسا وجليسا وآثرت صاحبا وأنيسا ، فباحث العلماء وجادل الفضلاء حتّى حمى وطيس الجدال وجرى حديث القيل والقال ، فألقيت نفسي في ميدان السباق وأوقعت جسمي في فرسان الطباق ، فما راعني إلّا والناس ينثالون عليّ من كلّ جانب بين مجادل معاتب ومباحث مخاطب ، فطال الجدال والمراء حتّى هاج هيج الهيجاء ، فما استشعرت بما وقع وما التفتُّ إلى كلّ صانع وما صنع ، إلّا أن قيل واُشير إليّ أنّ هذا كالمجلى في هذا المضمار في مقابلة الحظى والمؤمل أو مسابقة القاشور والمنسكل .
فلمّا انقضى المجلس وانتقض حبل المواصلة بين كلّ أنيس ومونس ، أشار إليّ بالتبييت وطلب منّي عنده المبيت ، ثمّ حثّني على المتابعة لقياده وأطمعني في المسافرة معه إلى بلاده ، فأنكرت ذلك غاية الإنكار فأسكتني ببيان الاستحسان والاعتبار ، فلمّا قرب سلخ شعبان عزم على المسافرة إلى كربلاء للإقامة في شهر رمضان ، فحملني معه طالبا ونقلني له مصاحبا ، فصاحبته في البلد الشريف في الشهر العظيم فاعتقدت أنّه لي صديق حميم .
فلمّا دنى زمان ارتحاله وأوان انتقاله أعاد عليّ مطلبه وأظهر لديّ مآربه ، فلم أردّ منه المسؤول ولم اُجبه بالقبول ، بل بقيت حيران متقلبا في طرفي الخسران ، فبنينا على الاستشارة والإستخارة ، فتوجّه إلى طرف القبول بنان الإشارة ، فارتحلنا وأنا معه وهو معي حتّى وصلنا إلى بلدة بمبئي ، ويعجز بناني ويكلّ لساني عن بيان ما ورد عليّ في مركب الدخان من طوارق الحدثان ونوازل الدوران وتواتر الطوفان وتراكم الأحزان ، ويكفي في بيانه أنّي لست بميّت ويأتيني الموت من كلّ مكان ، مع ما يلزم من القذارة والنجاسة والدناسة والرجاسة .
فلمّا وصلنا إلى البلد زارني كلّ أحد من والد وما ولد ، فإن أردت بيان تمام ما جرى أو عزمت على تبيان كلّ ما اعترى ، لاسودّت القراطيس وملأت الكراريس ، فأختار الإهمال وأكتفي بالإجمال كما في الوقائع السابقة على هذا الحال ، فقرأ عليّ ذلك السيّد الجليل الأمير من كلّ علم حتّى أطلع على كثير ممّا يطلبه البصير ، وصار منزلي محطا للرحال ومقصدا للرجال ، واشتهر اسمي في الأصقاع والأطراف وانتشر خبري في النواحي والأكناف ، فأتاني المسائل والمطالب من كلّ صقع وجانب .
فبينا أنا في حالة السرور والشكر والرضا إذ نعى الناعي بموت شيخنا المحقق العلّامة «الشيخ مرتضى» ، فاحترق قلبي وانكسر ظهري ، فأقام له بعض الاُمراء العظام مجلس التعزية ، وجعلني صاحبه و أحال عليّ مآربه ، فأقمنا التعزية بما يليق ويأتي إليها الناس من مكان سحيق بل من كلّ فجّ عميق .
وقد صنّفت في تلك البلاد رسائل عديدة ممّا اُشير إليها عنقريب ، وقد احتطت من جهة الطهارة والنجاسة بما لم يحتط بمثله سابق ولا يلحقني فيه لاحق ، ومع ذلك فقد ضاق صدري وسئمت من البقاء لما استصعبته من الطهارة والنقاء ، فلمّا تجاوزتْ مدّة اللبث عن سنتين عرفت على الحسنة بين السيّئتين ، فخرجت إلى الحج قاطعا ، وقد حصل لي من المال مقدار ألفي دينار ، لكنّي بذلت كثيرا منه في الوالد والإخوة والأرحام أو الفقراء والسادة من الأنام .
فركبت السفينة وقصدت «مكّة» و«المدينة» ، فلمّا وصلنا «جدّة» قصدنا ما قرّره إليه من الميقات وحدّه ، فأحرمنا ودخلنا الحرم وشكرنا اللّه على ما أعطانا من النعم ، ثمّ عملنا مناسك العمرة والحجّ على الوجه المقرّر من اللّه تعالى والمأثور من الحجج ، ولقد أعجبني التوطن في جوار اللّه وأحببت أن اُدعى بجار اللّه ، لكنّي منعني مانع ازدحام الناصبين واجتماع أعداء العترة الطيّبين الطاهرين .
ولقد سبقتني إلى زيارة ذلك الحرم الأنوار أخي الجليل الأجل «السيّد علي أكبر» ، فصاحبني في المنزل وزاملني في المحمل ، فسافرنا من طريق النجد والجبل بقصد زيارة سيّد الكونين وأبي الحسنين[ عليهم السلام ] ، فوصلنا في أثناء الطريق إلى «المدينة» وزرنا صاحب الوقار والسكينة ، وبقينا خمسة آخرها العاشور و في كلّ صباح ومساء ندعو ونزور ، وقد زرنا أئمّة البقيع وطفنا حول ذلك الحرم الشريف الرفيع ، ولنا في المقام قصص ممّا يوجب الهموم والغصص ممّا لا نطيل بذكرها بل نختار طيّها على غرّها .
فلمّا وصلنا بعد المشاقّ الكثيرة والصدمات الوفيرة إلى «النجف الأشرف» وفزنا بزيارة أمير المؤمنين وسيّد الوصييّن[ عليه السلام ] ، مرضت بالأمراض الشديدة وابتليت بالآلام العديدة ، فطال الأزمان وعلىّ من البلايا ألوان من المغصّ والإسهال وأمراض الكبد والطحال ، وسوء القَيْنَة والاستسقاء وتورّم الأعضاء وتهيج الأجزاء ، فتبدّلت الأمراض وتغيّرت الأعراض ، فكلّما ضعف واحد اشتدّ آخر ، إلى أن قوي القوّة وضعف الضعف بعد مضي شهر ونصف .
فخرجت لزيارة الحسين وقرّة عيني رسول الثقلين[ عليه السلام ] ، فصرت في تلك البلدة الشريفة بعد ورودي بأيّام محموما حتّى صرت من الزيارة محروما ، ففارقني أخي في البين وأحرم لزيارة الكاظمين[ عليهماالسلام] ، فبقي عندي أخي «السيّد حسن» [و ]عرضني في تلك البلايا والمحن ، فلما زال المرض ومال العرض قصدت إلى بغداد لزيارة الجواد وجدّه الأمجد سيّد أهل الرشاد[ عليهماالسلام] .
فاجتمعنا معشر الإخوان في ذلك المكان ، فتكلّمنا في النكاح والزواج والائتلاف والازدواج ، حتّى تزوّجت بمن قُدّرت لي من النساء ثمّ رجعت إلى بلد صاحب القبّة البيضاء ، فلم أزل هناك في العلّة المورثة للذلّة ، ومع ذلك لم أترك حضور حوزة المشائخ لا سيّما فقه الشيخ الاُستاذ والسند والعماد شيخ الفقهاء «الشيخ راضي النجفي» قدّس روحه الشريف البهيّ ، فاختلّ المزاج وضعف هيئة الامتزاج ، حتى حكم بعض الأطباء بالسل والدق ، فتشوش البال وتغيّر الحال ، فرجعت إلى بلد الكاظمين عازما على الممات آئسا من الحياة ، مودّعا للأحباب مخلفا للأصحاب ، فبقيت هناك ستّة أشهر وأنا في المداواة وطلب عدم انقطاع علاقة الحياة ، حتّى عافاني اللّه تعالى بمنّه وفضله وجوده وطوله .
ورزقني هناك ولدي وفلذة كبدي «السيّد مهدي» ۱۲ جعله اللّه عالما ربّانيا وعاملاً نورانيا ، وفي تلك المدّة لم أخلُ من شغل التحصيل طرفة عين ، فتارةً اُباحث واُدرس واُخرى اُصنّف واُؤلّف ، مع أنّ الطبيب منعني عن الاشتغال وحذرني عن مثل تلك الأفعال .
ثمّ رجعت إلى مشهد الغريّ الّذي هو بالمجاورة فيه حقيق حريّ ، فأخذت في البحث والتصنيف واهتممت في حضور أبحاث المشائخ خصوصا الشيخ المذكور المرحوم ، فبقيت هناك خمس حجج مواظبا على تعلّم كيفيّة الاستنباط من الأدلّة والحجج ، فكتبت من دروس الشيخ المتقدّم وغيرها كراريس في الفقه والاُصول ، وربّما كتبت التعليقات على هامش الكتاب ، ثمّ أصبت ببيعه فبطل ما ركبت فيه مراكب التعب وطلبته أشد الطلب ، و إنّما أشكو بثّي وحزني إلى اللّه .
وكنت في المدّة المذكورة ساكنا في داري الّتي اشتريتها في تلك البلدة الشريفة بأربعة مئة دينار أو أزيد ، جعلها اللّه لي بيتا في الجنّة وصيّرها لي عن عذابه وقاية وجنّة ، فبعد هذه المدّة أعدمت الدراهم والدنانير لعدم استعقابها النماء من نقير ولا قطمير ، وذلك لفراري من الربا وعدم وجداني لها من غير طريقه متجرا ومكسبا ، وقد أصبت بتلف مبلغ معتدّ به منه عند بعض من يدعي الأمانة والديانة من التجّار .
فبعت أثاث البيت وأتلفت أموالي من كيت وكيت ، فعزمت على المسافرة إلى طهران والتوطن في مشهد الرضا[ عليه السلام ] أو غيره من بلاد إيران ، فدلّني بعض الأصحاب من خلّص الأحباب إلى دار السلطنة تبريز صانها اللّه عن التخريب والتهزيز ، فخلفت العيال في بلدة «الكاظمين» وفوّضت اُمورهم إلى الإمامين الهمامين ، ثمّ أخذت في الحل والارتحال والنقل والانتقال ، إلى أن وردت فيها ونزلت في بعض زواياها ونواحيها ، وكان ذلك في عام ثمانية وثمانين ومئتين بعد الألف (1288) وهو عام الغلاء في تمام أطراف الدنيا .
وقد استقبلني جماعة من أهل بلادنا من الغرباء وأدخلوني البلد على زي الأعزّاء ، وتكلّفوا في المصادر والموارد وتحمّلوا لكلّ صادر ووارد ، وقد نزل على البلد البلاء واستولى على أهله الوباء ، فأتلف جمعا كثيرا من الأكابر وأهلك جمّا غفيرا من الأصاغر ، لا يرين في ربوعهم إلّا الشتات ولا يسمع من ألسنتهم إلّا يقال : «فلان مات» .
وأنا لم أزل أحضر تشييع جنازة من فات واُصلّي على الأموات ، ففاجأني ذلك الألم ، فقلت : قد جاء الأجل وجفّ القلم ف «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُم مَّيِّتُونَ»۱۳ و «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» ، ۱۴ فأوصيت إلى بعض الأحباب وأعددت نفسي لإجابة الخطاب .
ثمّ إن اللّه تعالى من فضله عافاني ومن طوله شافاني ، فلم أقم بعدُ على الساق ولم أقدر على المشي والانطلاق ، إلّا أن أرسل عليهم سيل العرم حتّى خاف منه كلّ طفل رضيع وشيخ هرم ، فخربت الأبنية والدور وانهدمت المقاصر والقصور ، وسقطت الأبواب ووقعت الأخشاب ، وضرعت الأعتاب وطاحت الأسباب ، وخرج من البيوت كلّ غني وفقير وقريب وبعيد «وَ تَرَى النَّاسَ سُكَـارَى وَ مَا هُم بِسُكَـارَى وَ لَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ» ، ۱۵ فلمّا غيض الماء وارتفع البلاء شاهدنا الأمكنة كأنّها لم تكن محدودة ، ورأينا الأبنية كأنّها لم تكن موجودة ، والناس في صراخ وحنين وصياح وأنين ، فتارة ينتجبون من الوباء واُخرى يبكون من هذا البلاء ، وثالثة يشكون من القحط والغلاء ، فندمت على القدوم ونسيت القدر المحتوم .
فلمّا قوي المزاج وقدر على الخروج والإخراج ، أعرضت عن القرار وعزمت على الفرار ، فمنعني الأحبّاء وصدّني الأصدقاء ، فلم أطق مفارقة الأهل والعيال فأحضرتهم على طريق الاستعجال ، فانتشر خبري بين الأعداء والأحباب فأجتمع لرؤيتي جماعة من المشتغلين والطلّاب ، فامتحنوني ببعض المطالب والمسائل وسألوني عن الحجج والدلائل ، فلمّا شاهدوني خالصا من الشوائب واعتقدوني عالما بالمقاصد والمطالب ، اجتمعوا عليّ لتحصيل الفقه والاُصول وتعلّم المعقول والمنقول .
فبلغ أمري في الاشتهار إلى أن صار كالشمس في رابعة النهار ، فزارني الفضلاء ولاقاني العلماء ، وممّن لاقاني منهم العالم المشتهر في الآفاق وأعلم علماء البلد على الإطلاق فحل الفحول ، والناقد البصير في فن الاُصول ، «الميرزا مهدي الشهير بالقاري» حرسه اللّه الباري ، فباحثنا في مسألة ، فعرفني وعرفته وصدقني وصدقته ، و إنّما يعرف ذا الفضل من الناس ذووه .
فلمّا دار البدر على هذا المدار وبلغ الأمر إلى هذا المنار ، علا نحيب الباخلين وغلا قلوب الحاسدين ، لكنّ السرّ مكنون والشرّ مأمون ، إلى أن عيّن لي مسجد للصلاة ومنبر لبيان الأخبار والآيات ، فاجتمع عليّ اُولوا الألباب من المشتغلين والطلاب والأكابر ، والأركان والأعاظم والأعيان ، والعبدة والأخيار والكسبة والتجّار ، والحاكم والمحكوم والظالم والمظلوم ، فاشتعل نار الحسد في بعض القلوب والصدور فظهرت آثاره غاية الظهور ، بين ما نسب لي إلى الخطابة والوعظ وقائل في حقّي بالفصاحة في اللفظ ، ومغلط لمنطقي بالجر والنصب ومحرّم لمسجدي بالقهر والغصب ، وحاصر علمي في الحكمة والكلام وماحر فضلي على تفسير آيات كتاب الملك العلّام ، وناطق بأنّ فنّه منحصر في الاُصول وقائل بأنّه فقيه لا يقدر على تطبيق الدليل على المدلول ، وهاتف بأنّه فنّه معرفة الرواية وصائح بأنّه لا يعرف إلّا الرجال والدراية .
«فصبرت على الأذى وفي الحلق شجى وفي العين قذى» ، فسُئلت في المحافل عن مشكلات العلوم والمسائل ، فما تمّ السؤال إلّا وورد الجواب وما ذكر الإشكال إلّا وتوجّه الخطاب ، مع تراكم الأسئلة كصادم الأسنة عن يميني مرّة وشمالي ، فأظهروا الندامة على بعض النسب معتذرين بأنّها من الجهل بالفضل والحسب .
ثمّ إنّ الطلّاب اجتمعوا حولي واستمعوا قولي ، فأخبروا الناس بأنّ الرجل مجمع الكمال ومنبع الفضل والإفضال ، يدخل في غوامض المعقول فتقول : لعلّه لا اطلاع له على مسائل المنقول ، ثمّ يعكس الأمر فتقول : إنّ فيه المنقول وليس غيره منه بمأمول ، إذا ذكر الاُصول قلت : إنّه من الأساتيد و إذا دخل الفروع قلت : إنّه من الفحول والصناديد .
فاشتهر خلاف ما شهروا وانتشر خلاف ما نشروا ، فخجلوا عمّا نسبوا وحرموا عمّا طلبوا ، سيّما بعد انطباع كتاب وسيلة الوسائل في شرح الرسائل المشتمل على غوامض المسائل ، وخصوصا بعد ملاحظة رسالة حلّ العقول لعقد الفحول .
وأمّا شبهة الغصب فقد أجاب عنها باني البناء باستفتاءات عديدة أجاب عنها الفقهاء ، ثمّ أجاب عنها مخالفة الأفعال للأقوال ولا يسعني لبيانها المجال ، واللّه الواقف على الضمائر والأحوال والنيات والأعمال .
ثمّ إنّي عزمت مرارا على الخروج من هذه البلدة لحسد الحاسدين وعصبيّة المتعصّبين ، وعدم كوني في حطام دنياهم طامعة مع أنّ «أَرْضُ اللَّهِ وَ سِعَةً» ، ۱۶ فمنعني ظلّ ظلّ اللّه الممدود الحميد المحمود ، جميل الفعال حسن الخصال ، اللائق بالمرتبة العليا والقابل للسلطنة الكبرى ، نور حدقة الجلال ونور حديقة الكمال ، ولي عهد السلطان وكفيل أمر الإيران ضاعف اللّه جلاله وأدام إقباله .
فإنّه ـ زاد اللّه في تأييده ـ مع حالة عنفوان الشباب لايغفل في طرفة عين عن ذكر ربّ الأرباب ، قد رسخ في أعضائه محبّة آل الرسول ونفذ في أعماقه مودّة زوج البتول[ عليهاالسلام] ، لا يزال مروّجا للشريعة الغرّاء ومقوّيا للطريقة البيضاء ، زاده اللّه توفيقا وتسديدا ، ومتّع المسلمين بطول بقائه راشدا حميدا ، فلم يدعني اُفارقه من شدّة ميله وفرط لطفه ، فبقيت إلى أن رزقني اللّه تعالى زيارة الإمام الثامن الضامن علي بن موسى الرضا ، عليه و على آبائه الطاهرين وأبنائه المعصومين آلاف تحيّة وثناء .
فخرجت وقد ألزم ـ دام جلاله ـ على رقبتي العود إلى هذا البلد ، فلم اُخالف أمره العالي ، فتشرّفت بزيارة الإمام الهمام عليه السلام ، وبقيت هناك فيما يقرب من شهرين ناشرا للأحكام ، و مبيّنا للحلال والحرام ، ومفيضا لبيان غوامض المسائل ، ومفيدا لتبيان البراهين والدلائل ، وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر .
فارتقى الأمر هناك غاية الارتقاء واعتلى القدر نهاية الاعتلاء ، فأحببت المجاورة في ذلك الحرم الشريف والبلد المنيف ، فعاقني عن ذلك العهد المعهود ، وكان وعدا مفعولاً ، و إنّ العهد كان مسؤولاً ، فسافرت من تلك الأرض الطيّبة مع ألف مُنى لعدم المجاورة ومن أهله لوقوع المفارقة ، فخرجوا محزونين وشايعوا ملهوفين .
فلمّا وصلت «نيسابور» لم أعرض نفسي في معرض الظهور ؛ لخوفي عن كفّ الأرحام ومنع المؤمنين من الأنام ، عن الشير إلى المقصود والسعي إلى العهد المعهود ، نظرا إلى أنّ أغلب علمائه وعظمائه من الأرحام من طرف الاُم ؛ فإنّ اُمّي ـ طاب ثراها ـ كانت من أعاظم أهل ذلك البلد .
فانتشر خبر ورودي وظَهَرَ خلاف مقصودي ، فلاقاني ، جماعة من العلماء وغيرهم ، والتمسوا منّي في اللبث والمكث ، فلم أقبل ذلك إلّا في يومين ، فنزلت في بيت الشيخ الجليل «شيخ الإسلام» وزارني العظماء الكرام كالفاضل العلّام الحاج «ميرزا أبو القاسم المشتهر بالمجتهد المطلق» و «شمس العلماء» و «القاضي» وغيرهم ، وأحضروني في المسجد وأخبروا الناس لحضور الجماعة والموعظة ، فاجتمعوا حتّى صار المسجد غاصّا بأهله ، فلبثنا على ذلك يومين وخرجنا إلى المقصد .
فوصلنا إلى «سبزوار» فأخبر السيّد الجليل والفقيه النبيل «الحاج» ميرزا إبراهيم السبزواري» ـ دام عمره وفضله ـ بورودي ، فخرج لملاقاتي وطلب منّي ما طلبه علماء «نيسابور» ، فاعتذرت بما اعتذرت ، فبقينا يومين وفوّض إليّ المنبر والمحراب وبجلني نهاية التبجيل .
فلمّا وصلنا إلى «طهران» أقمت فيه مدّة ثمانية أشهر ، وقد اجتمع عليّ الطلّاب والمشتغلون ، فباحثت هم في الفقه والاُصول ، وألقيت إليهم الدروس في المعقول والمنقول ، ولاقاني العلماء والفضلاء ، وكان منهم جماعة من الأجلاء ، كالسيّد الفقيه النبيل «السيّد إسماعيل البهبهاني» والسيّد الفاضل الخبير الحاذق «السيّد صادق الطباطبائي» والعالم النحرير «الحاج ملّا هادي الطهراني» .
وقد كتبت في طريق المسافرة والمراجعة من المشهد الرضوي رسالة فارسيّة جيّدة الاُسلوب فصيحة العبارة في شرح الخطبة الرضويّة في التوحيد سمّيتها ب«الفيروزجات الطوسيّة» ۱۷ بقصد الهديّة إلى سلطان السلاطين وخاقان الخواقين ، سلطان الإسلام أدام اللّه ظلّه الأعلى على رؤوس العالمين ، فلمّا تشرّفت بخدمته العليّة وتقرّبت من حضرته السنيّة أتحفته بها ، فحصل لها من قلبه المكرّم موقع القبول كأنّها كانت لجنابه غاية المأمول ونهاية المسؤول .
وتكلّمت في حضرته ، بالحكم المناسبة والكلمات اللازمة اللازبة ، فأعجب جنابه تقريري وأرضاه تحريري ، حتّى أنّ جنابه الأعلى أظهر بعد خروجي ذلك وأبرز لمن هنالك ، وأرسل إليّ بخلعة تناسب حالي .
وقد تشرّف لحضرة العلية العالية وليّ عهده المكرّم الممجّد بحضرته العليا وسدنة القصوى في تلك السنة ، فعرض في خدمته العالية أنّي قاصد للتوطّن في دار الخلافة العليّة ، فأصرّ عليّ بعدم القرار ، ومنعني عن عدم القبول والإنكار ، فامتثلت أمره واتبعت حكمه ، فرجعت بعد مدّة من الزمان إلى بلاد «آذربيجان» ، فأقمت في هذه البلدة مدّة مديدة ، وأخذت في تصنيف هذا الكتاب و توصيف هذا المؤلَّف المستطاب .
فكنت مشغولاً به بقدر ما يسعني من الليل والنهار ومقدار ما يمكنني من مقادير الأدوار ، مع ما أنا فيه من البحث والدرس وتأليف غير هذه الصحيفة من المطالب الشريفة ، وغير ذلك من الأشغال وأصناف الأفعال ، إلى أن رزقني اللّه المسافرة إلى زيارة مشاهد «العراق» والفوز بسعادة الدخول في عناية أئمّة أهل الآفاق عليهم صلوات اللّه الملك الخلّاق .
فخرجت في أول جمادى الآخرة من السنة السابقة وقد تمّ السنة في هذه الأيّام ، فلمّا وصلت إلى بلدة «قرميسين» المعبّر عنها في لساننا ب«كرمانشهان» ، وردت في بيت العالم الحسيب والفاضل النجيب ، زبدة الفضلاء العظام ونتيجة الأجلاء من الفقهاء الفخام ، إمام الجمعة والجماعة «الآغا أسد اللّه ابن العالم الخبير والفاضل النحرير الآغا عبد اللّه ، ابن النور الأنور والكوكب الأزهر والعالم الأفضل الأشهر الآغا محمّد جعفر ، ابن فخر أهل الاجتهاد وذخر أهل الهداية والإرشاد العالم العلي والفاضل البهي الآغا محمّد علي ، ابن اُستاد الكل الوحيد البهبهاني» أدام اللّه إقباله .
فأكرمني غاية الإكرام وراعى في حقّي نهاية الاحترام ، فعاقني ـ سلّمه اللّه ـ عن المقصد وصدني عن زيارة المشهد إلى مدّة خمسة وأربعين يوما ، ولم يألُ جهدا في تلك المدّة في الإكرام ، ولم يبخل جهدا في الإحسان والإعظام ، وكان معاشرتي في الأغلب معه ومع جماعة من الفضلاء كالعالم العامل والفاضل الكامل «الآغا عبد المحمّد» أخي إمام الجمعة ، والعالم الورع والفاضل المتورع «الآغا هادي ابن المرحوم المبرور الآغا محمّد صالح» وغيرهما .
فلمّا انقضت المدّة المقرّرة والبرهة المقدّرة قصدت زيارة الأئمّة الطاهرين وأوصياء سيّد المرسلين عليهم صلوات المصلّين ، فتشرّفت بحمد اللّه بالزيارة والسعادة ، وكان مدّة لبثي في تلك البلاد الشريفة والبقاع المنيفة شهرين .
وقد روعي في حقّي الإكرام في كلّ مقام من كلّ فاضل علّام وفقيه فهّام من العرب والعجم كالسيّد السند والركن المعتمد علّامة العراق والمشتهر في الآفاق ، مرجع الأنام وثقة الإسلام مولانا «الميرزا محمّد حسن الشيرازي» الساكن في هذه الأوقات ب«سرّ من رأى» ، والشيخ المحقّق العالم الورع الأورع الأتقى المؤتمن «الشيخ محمّد حسن بن الشيخ يس» المجاور ببلدة الكاظمين ، وغيرهما من السادة والمشايخ الّذي مرّت أسماؤهم الشريفة في مقام ذكر مشايخ الإجازة وبيان طرق الرواية .
فكان لي أحسن الأسفار من جهة دخولي ـ على الظاهر ـ في عداد الزوّار وتجديدي العهد بملاقاة الفقهاء الأخيار والمشتغلين الأبرار وبعض الإخوة والأرحام والأحباب من الأنام ، رزقنا اللّه العود إليها بحقّ موالينا الطيّبين الطاهرين الكرام .
وكان معي كراريس من هذا الكتاب فاشتغل بمطالعته كلّ من أجلّة أصحابنا الأخيار ، فاستعظموا أمره واستحسنوا نظمه ، حتّى أنّ ثلّة من الفحول كتبوا في حقّه الإطراء والتقريض ، حتّى أنّ السيّد السند المتقدم ـ حرسه اللّه من الآفات ـ كتب بعد ما كتب : «ذَ لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» . ۱۸
ثمّ رجعت بعد الزيارة إلى هذا البلد ، وقد مضى من زمان ورودي إلى الآن ستّة أشهر تقريبا ، وأنا مشغول بالبحث والتصنيف ونشر الأحكام وتبيين الحلال والحرام ، وفّقنا اللّه في بقيّة العمر لما يحبّ ويرضى ، وجعلنا على دينه نموت و نحيى ، بحقّ محمّد و آله مفاتيح الهدى ومصابيح الدجى .
وأقطع الكلام في المقام بذكر فهرس مصنّفاتي ومؤلّفاتي إلى هذا الوقت :
فمنها : هذا المجلّد من هذا الكتاب ، ۱۹ ويكون عدد أبياته بحسب التخمين خمسا وأربعين ألف بيت ، وقد صنّفته في مدّة تقرب من سنة ، لكن وقع في أثنائه تأليف غيره .
ومنها : المجلّد الثاني منه ، وقد خرج منه إلى الآن ما يقرب من ستّة وعشرين ألف بيت ، وفّقنا اللّه لإتمامه و إتمام سائر المجلّدات .
ومنها : كتاب وسيلة الوسائل يقرب من أربعين ألف بيت ، وقد صنّفته في حدود عام تسعة وثمانين ومئتين بعد الألف (1289) في أوائل زمان ورودي في هذا البلد ، وكان مدّة زمان تصنيفه سنة وثلاثة أشهر ، ۲۰ وقد شرع الطالبون في طبعه ولم يخرج نصفه ، فلم يمكن لي تجديد النظر و إعادة الفكر فيه ، ولذا لا أكون مأمونا فيه من الخطأ والخطل والزيغ والذلل وعدم التهذيب والتحرير والاستدراك والتكرير كما هو الحال في المتن أيضا ، أصلح اللّه حال المصلح بعد التأمّل التام ، «وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ»۲۱ والهالك من المفلح .
ومنها : رسالة حل العقود المطبوعة مع ذلك الكتاب ، وهي ستّة آلاف بيت تقريبا ، وهي على طرز عجيب واُسلوب غريب لم يسبقني إليه أحد من الأوّلين والآخرين والسابقين واللاحقين . ۲۲
ومنها : كتاب البدائع في الاُصول على طريق النظم والنثر ، خرج منه كثير من المباحث اللغويّة ، وهي ثمانية آلاف بيت تخمينا ، وقد صنّفته في كربلاء المشرّفة .
ومنها : تعليقاتي على هامش كتاب الفصول في كثير من مباحث الألفاظ ، وقد دوّنت بعضها في كراريس مستقلّة .
ومنها : تعليقاتي على هامش القوانين ، وقد دوّنت بعضها في كراريس مستقلّة .
ومنها : تعليقاتي على هامش كتاب الرياض ، خرج منها ما يتعلق بكتاب الطهارة .
ومنها : ما كتبته في مباحث متفرّقة في الفقه من العبادات والمعاملات ولم أجعل بعد لها نظما وترتيبا .
ومنها : كتاب الأسئلة والأجوبة الفقهيّة ، خرج منه كثير من مسائل الطهارة ، ويقرب من خمسة آلاف بيت . ۲۳
ومنها : رسالة في الميراث على طريق النظم والشرح ، خرج منها ألفا بيت تقريبا ولم يتمّ بعد . ۲۴
ومنها : رسالة في «علم الدراية» سمّيتها ب : النهاية ، نظم وشرح خرج منها ثلاثة آلاف بيت تقريبا ، وبقي منها بقيّة قليلة .
ومنها : رسالة في علم التجويد بالنظم والشرح يقرب من ألفين [بيت] . ۲۵
ومنها : رسالة في علم العروض بالنظم والشرح تزيد على ألف [بيت] . ۲۶
ومنها : رسالة في علم القافية ، كذلك تقرب من ألف [بيت] . ۲۷
ومنها : رسالة في علم البديع كذلك تقرب من ألفين [بيت] . ۲۸
ومنها : رسالة في المنطق ، كذلك تقرب من ثلاثة آلاف بيت ، ولم تتم بعد . ۲۹
ومنها : رسالة في علم الاُسطرلاب ، كذلك تزيد على ألف [بيت] .
ومنها : رسالة في علم التصريف ، كذلك وتقرب من ألف [بيت] .
ومنها : رسالة في كليّات علم اللغة ۳۰ كذلك خرج منه خمسمئة بيت ولم تتم بعد .
وهذه الرسائل أردت جمعها مع رسائل اُخر في علوم متعدّدة من المعقول والمنقول في كتاب واحد سمّيناه ب : بدائع العلوم ، كما أشرنا سابقا ، وفّقنا اللّه لجمع الكتاب و إتمامه .
ومنها : رسالة في رفع المغالطة المشهورة الّتي لفّقها العلّامة رحمه الله في إثبات طهارة المسكر تشحيذا للأذهان ، وهي ثلاثمئة بيت تقريبا ، وقد نقلت بعضها في أوائل شرح الرسائل .
ومنها : رسالة الفيروزجات الطوسيّة المتقدّم ذكرها ، وهي ثلاثة آلاف بيت تقريبا .
ومنها : رسالة في علم الرمل ، وهي ألفا بيت تخمينا . ۳۱
ومنها : منظومة في علم عقود الأصابع ۳۲ نقلتها في المجلّد الثاني من هذا الكتاب .
ومنها : منظومة في علم التشريح ، لم تتم .
ومنها : منظومة في الحساب لم تتم . ۳۳
ومنها : شرح المشاعر ، وهو خمسة آلاف بيت تخمينا . ۳۴
ومنها : تعليقاتي على هامش كتاب الشوارق ، ولم اُدوّنها مستقلّة .
ومنها : رسالة في شرح حديث كميل في الحقيقة ، وهي الآن مفقودة .
ومنها : رسالة في شرح بعض عبارات فوائد الشيخ العارف الأحسائي ، كتبتها بالتماس بعض المشتغلين لاستشكال بعض علمائهم في صحّتها ، وقد أخذها الملتمس ولم يردها إليّ .
ومنها : رسالة صغيرة في بيان تركيب مثل قولهم «هذا ابن من ، وهذا جسد من» ، أخذها بعض الطلاب ولم يردها عليّ .
ومنها : تعليقات على كتاب تحرير اُقليدس في الهندسة . ۳۵
ومنها : رسالة صغيرة في رفع إشكالين اُوردا في علم الهندسة .
ومنها : رسالة في تفسير سورة التوحيد تزيد على ألف [بيت] . ۳۶
ومنها : رسالة في تفسير قوله تعالى : إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض الآية . ۳۷
ومنها : رسالة في العقل والجهل . ۳۸
ومنها : كتاب ودائع العلوم في حلّ مشكلات كلّ فنّ وعلم خرج منه قليل .
ومنها : كتاب في الموعظة ، فارسي و هو عشرة آلاف بيت أو أكثر .
إلى غير ذلك من المؤلّفات والمصنّفات في الأخبار والمواعظ وغيرها .
وقد حاسبت في بعض هذه الأيّام مؤلّفاتي وطبقتها على أيّام العمر ، فصار حصّة كلّ يوم من يوم الولادة إلى ذلك اليوم عشرين بيتا .
وفّقنا اللّه لصرف بقيّة العمر في العلم والعمل ، وحفظ أقلامنا وأقدامنا من الزيغ والزلل ؛ إنّه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير .
وقد تمّ الكلام في المجلّد الأوّل ، ويتلوه الكلام في المجلّد الثاني في باقي التلويحات الّتي اشتملت عليها المقدّمة .
وكان الفراغ منه ضحوة يوم الاثنين من العشرة الاُولى من الشهر السادس من السنة السادسة من العشر العاشر من المئة الثالثة من الألف الثاني من الهجرة المقدّسة النبويّة على مهاجرها آلاف سلام وتحيّة ، والحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، في سنة 1296 .

1.في المخطوطة : فأعجلته .

2.مترجم في نقباء البشر (ج ۴ ، ص ۱۶۰۶ و ۱۶۰۷) وقد قال فيه : «كان في شيراز مرجعا للاُمور الشرعية وعالما جليلاً مبجلاً لدى الناس كافة ، وكان على جانب كبير من العلم والتقى والاهتمام باُمور الناس وقضاء حوائج المؤمنين حتى توفي في سنة ۱۳۱۵ ، وولده السيد هاشم كان إماما للجماعة في مسجد دزيك ، والسيد جواد محقق العلماء ، والسيد أحمد علم الهدى كلّهم في شيراز» .

3.و هو المسمّى ب «مظهر التبيان في ترجمة الإتقان» والمذكور في الذريعة ، ج ۲۱ ، ص ۱۶۸ .

4.المتوفى سنة ۱۳۱۵ والمترجم في نقباء البشر ، ج ۱ ، ص ۴۴۱ و ۴۴۲؛ له سوائغ النعم المذكور في الذريعة ، ج ۱۲ ، ص ۲۴۰ .

5.المتوفى سنة ۱۳۰۷ والمترجم في نقباء البشر ، ج ۲ ، ص ۶۵۶ و ۶۵۷ ؛ تراجم الرجال ، ج ۱ ، ص ۱۹۰ و ۱۹۱ .

6.الذريعة ، ج ۴ ، ص ۳۳۴ ، و ج ۱۱ ، ص ۲۴۶ وقد سمي ب «الرق المنشور ولوامع الظهور في تفسير آية النور» ، وله أيضا : تنبيه الخواطر في أحوال المسافر من دار الدنيا إلى الآخرة المذكور في الذريعة ، ج ۴ ، ص ۴۴۲ .

7.و هو تفسير مفصل في قسمين : الأوّل تفسير الآية اجمالاً ، الثاني تفسيرها مفصلاً ، وفي أوّله مقدمة في معنى المثل وأن للقرآن ظاهرا وباطنا ، وهو الموجود في مكتبة السيّد المرعشي مجموعة رقم ۲۱۲۸ والمذكور في الذريعة ۴/۳۳۳ برقم ۱۴۲۴ .

8.وله أيضا : اللمعات المذكورة في الذريعة ، ج ۱۸ ، ص ۳۴۳ ، رقم ۳۹۸ ، و منية الطالب في إيمان أبي طالب المذكور في الذريعة ، ج ۲۳ ، ص ۲۰۴ ، رقم ۸۶۴۰ .

9.سورة القيامة ، الآيتان ۲۹ و ۳۰ .

10.سورة الحجرات ، الآية ۴ .

11.سورة البقرة ، الآية ۱۸ .

12.المولود سنة ۱۲۸۵ والمتوفى سنة ۱۳۴۶ بالمشهد الرضوي ، له : اُم الكتاب(الذريعة ، ج ۲ ، ص ۳۰۳) ، و الأنفاس القدسية في الحوائج الإنسية (الذريعة ، ج ۲ ، ص ۳۹۹) ،و بدائع الكلام في وقائع الأيام (الذريعة ، ج ۳ ، ص ۶۱) .

13.سورة الزمر ، الآية ۳۰ .

14.سورة البقرة ، الآية ۱۵۶ .

15.سورة الحج ، الآية ۲ .

16.سورة النساء ، الآية ۹۷ .

17.المذكورة في الذريعة ، ج ۱۶ ، ص ۴۰۰ ؛ ونسخة منها في مكتبة السيد المرعشي برقم ۷۶۵ .

18.سورة الحديد ، الآية ۲۱ ؛ سورة الجمعة ، الآية ۴ .

19.المسمّى ب : لوائح اللوحين في أسرار شهادة الحسين عليه السلام و هو كتاب تاريخي عقائدي جيّد لأسرار شهادة الإمام الحسين بن علي عليه السلام وكيفيّة نهضته وفائدتها وما يترتّب عليها من النتائج الدينية ، مع أبحاث طويلة الذيل مفيدة تناسب الموضوع ، وكانت نيّة المؤلف أن يكون الكتاب في أربعة أجزاء تشتمل على تقدمة و مقدمة (فيها عشرون تلويحا) ولوحين وخاتمة ، والظاهر أنّه لم يؤلف منه سوى الجزء الأول والثاني ـ كما يشير إليه ـ وتمّ المجلد الأوّل في يوم الاثنين العشرة الاُولى من جمادى الثانية سنة ۱۲۹۶ كما في نسخة المؤلف الموجودة في مكتبة السيد المرعشي برقم ۲۴۷۲ و ۳۳۱ ، و هو المذكور في الذريعة ، ج ۱۸ ، ص ۳۷۵ .

20.سمّاها المؤلف أوّلاً : غاية المأمول و نهاية المسؤول في شرح فرائد الاُصول ، نسخة منها في مكتبة السيّد ف المرعشي برقم ۷۶۵ ، لعلها بخط المؤلف صححها وأضاف عليها أضافات ، وهي المذكورة في الذريعة ، ج ۶ ، ص ۱۵۳ و ج ۲۵ ، ص ۹۲ .

21.سورة البقرة ، الآية ۲۲۰ .

22.وفيه يحاول المؤلف ـ كما يدعي ـ حل مشكلات مسائل اُصول الفقه بطريقة حديثة وهو بعناوين «حل وعقد» وفيه بعض المناقشات ، وهو الموجود في مكتبة السيد المرعشي برقم ۵۳۳۳ ضمن مجموعة بخطه ، وقد طبع سنة ۱۲۹۱مع وسيللة الوسائل في تبريز كما في الذريعة (ج ۷ ، ص ۷۲ و ج ۱۵ ، ص ۳۰۰) بعنوان العقد والحل .

23.المسمّى ب : ذريعة المعاد ، كما في نسخة المؤلف الموجودة في مكتبة السيد المرعشي برقم ۷۶۵ .

24.وله شرح ممزوج استدلالي على اُرجوزة من نظمه من جداول لتطبيق قواعد الميراث وتقسيم السهام على الوراث ، والظاهر أنّ الاُرجوزة في مقدمات ومقاصد ولم يكتب من الشرح إلّاشرح المقدمة الاُولى ، كما في نسخة مكتبة السيّد المرعشي برقم ۲۱۲۸ بخطه .

25.له اُرجوزة في التجويد المسماة ب : مناهج الترتيل ، وله أيضا شرح ممزوج عليه ، وله خاتمة مفصلة فيها فائدتان : الاُولى رسم القرآن الكريم ، الثانية في قراءة عاصم جمعها بترتيب السور ، وقد تم في ۲۵ جمادي الثانية سنة ۱۲۸۳ كما في نسخة المؤلف الموجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۲۱۲۸ .

26.ذكر القواعد العروضية وبحورها في عدة مفاتيح ، نسخة المؤلف موجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۴۰۸۲ وهي مخرومة الأول والآخر .

27.له اُرجوزة في علم القافية المسمّاة ب : ميزان الكلام ، وقد شرحها في مقدمة ومقامات ، وهي الموجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۱۶۶۳ بخطه .

28.له اُرجوزة في البديع المسمّاة ب : «براعة الاستهلال» ، وقد شرحها شرحا ممزوجا مختصرا الموجودة في مكتبة السيد المرعشي برقم ۱۶۶۳ بخطه .

29.وهي المسمّاة ب : الفيروزجات الصافية ، الّتي جمع القواعد المنطقية باختصار في هذه الاُرجوزة الّتي هي في ۳۶۵ بيت بعدد أيام السنة ، وهي منظومة أنشأها الناظم في طوس ، وتشتمل على مقدمة وثلاث حدائق فيها مقاليد وخاتمة ، والنسخة بخطه موجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۴۶۶۳ .

30.وله أيضا اُرجوزة في اللغة ، جمع اللغات المتناسبة في ابواب على غرار «فقه اللغة» للثعالبي ، وكل باب منها رتبت المواد فيه على ترتيب الحروف ، والموجودة منها في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۴۶۶۳ مشتملة على الباب الأول إلى حرف الضاد ، وقد شرحها وفيها مقدمة طويلة تشتمل على عشر مسائل في كليات لغوية وهي في : تعريف اللغة ، واضعها ، حكمة وضعها ، الموضوع له ، كيفية الوضع ، طريقة معرفة اللغات ، أصناف العرب ، سعة اللغة العربية ، عدد أبنية الكلام ، كتب اللغة المهمّة ، والظاهر أنّه لم يكتب منه إلّا هذا المقدار ، وهي الموجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۲۱۲۸ بخطّه .

31.المسمّى ب : نفحات الأسرار ، جمع فيها قواعده وبيّن أسراره التي اطلع عليها المؤلف ، وتمّ يوم الاثنين العشرة الثالثة من ذي القعدة سنة ۱۲۷۷ ، وهو في مقدمتين وعشرة ابواب وخاتمة ، ونسخة المؤلف موجودة في مكتبة السيّد المرعشي (برقم ۴۶۷۹) والمذكور في الذريعة (ج ۲۴ ، ص ۲۴۶) والمطبوع ببمبئي سنة ۱۳۰۸ ، وله نفائس الفنون أو نفائس الرمل ، كما هو المذكور في الذريعة (ج ۲۴ ، ص ۲۴۱ ، برقم ۱۲۵۳) ، والظاهر اتحادهما .

32.الموجودة بخطه في مكتبة السيّد المرعشي (برقم ۴۶۶۳) التي فرغ منها في يوم الأربعاء ۲۶ ذي القعدة سنة ۱۲۷۵ ، وهي في ۵۲ بيتا .

33.وهي اُرجوزة نظم فيها القواعد المهمة من علم الحساب ، وهي في مقدمة وينابيع وخاتمة ، نسخه بخطه موجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۴۶۶۳ .

34.المسمّى ب : ينابيع الحكمة ، شرح ممزوج مختصر على كتاب المشاعر لصدر الدين محمّد الشيرازي (۱۰۵۰ق) ، كتبه الشارح في شبابه ، الموجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۴۰۸۲ بخطه .

35.وهي حاشية مختصرة استفاد أكثرها من دروس اُستاده السيد محمّدجواد العلوي الشيرازي مع تحقيقات مهمة ف منه ، الموجودة بخطه في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۴۰۸۲ ضمن المجموعة .

36.وله أيضا تفسير سورة الإخلاص ، وهو تفسير عرفاني فلسفي مع شواهد من الأخبار المروية عن أهل البيت عليهم السلام ، وعناوينه «لطيفة ربانية ، سر ملكوتي» وأمثالها ، نسخة المؤلف موجودة في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۲۱۲۸ ضمن مجموعة .

37.له رسالتان في تفسيرها الموجودتان بخطه في مكتبة السيّد المرعشي في مجموعة رقم ۵۳۳۳ .

38.له رسالة في تفسير آية «إنَّ فِى خَلْقِ السَّموات وَالأرْضِ» ،بحث في عن العقل من الجانب الفلسفي والعرفاني الَّذي هو السبب في تكليف المكلفين ، وفيه أربعة مقامات في : ألقاب العقل ، ماهية العقل ، تقسيم المخلوقات ، كيفية خلقة العقل ؛ ويجوز مراده من رسالته في العقل والجهل هذا التفسير الموجودة نسخة منها بخطه في مكتبة السيّد المرعشي برقم ۵۳۳۳ .

الصفحه من 571