شرح دعاء السمات - الصفحه 455

۰.وَالسَّاعَاتِ، (وَعَرَّفْتَ بِهَا) ۱ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَهَا لِجَمِيعِ النَّاسِ مَرْءاً وَاحِداً .
وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فِي الْمُقَدَّسِينَ، فَوْقَ أَحْسَاسِ الْكَرُوبِيِّينَ، فَوْقَ غَمَائِمِ النُّورِ ،فَوْقَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فِي عَمُودِ النَّارِ ۲ ، وَفِي

الّذي جعلته لليل والنهار . ۳
وجعلت رؤيتها لجميع الناس مرءاً واحداً: أي: في كلّ صقع وناحية لأهلها. والمرأى: الرؤية .
في المقدَّسين: أي في الملائكة الذين قدَّستهم وطهّرتهم من الذنوب والعيوب .
أحساس: ـ بفتح الهمزة ـ : جمع الحسّ، الحسيس: الصوت الخفيّ، والمعنى أنّ كلامه سبحانه أعلى من كلّ شيء، وفوق كلّ شيء ؛ لأنّه فوق أصوات الكروبيّين، وهم سادة الملائكة والقريبون منه تعالى. ۴
والكروبيّين: قرئ بالتشديد والتخفيف معاً.
الغمائم: جمع غمامة، وهي السحائب البيض . ۵
والتابوت: هو صندوق التوراة، وهو الّذي أنزله اللّه على اُمّ موسى فوضعته فيه فألقته في البحر، فلمّا حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آثار النبوّة، وأودعه وصيّه يوشع عليه السلام ، وبالجملة تابوت بني إسرائيل معروف .

1.ليس في البحار .

2.في البحار : النور .

3.أو بأن سلّطتها على الليل والنهار، فإنّهما يحصلان بسبب طلوع بعضها وغروبه. قال الكفعمي: أي أجريتها ودبّرتها بقوّة الليل والنهار وقهرهما، وإنّما أضاف السلطان الّذي هو القهر والقوّة هنا ـ وهو للّه تعالى ـ إلى المَلَوَين تفخيماً لأمرهما، ولكونهما العلّة في معرفة الساعات والسنين والحساب، والمعنى أنّه تعالى سخّر الكواكب والنيرين لمعرفة الليل والنهار، ومعرفة الساعات، وعدد السنين والحساب .

4.المراد بقربهم منه تعالى شرف منزلتهم عنده وجلالة محلّهم منه. ويمكن أن يكون المراد بـ «فوق أحساس الكروبيّين» أنّ المكان الّذي حدث فيه ذلك الصوت كان فوق أمكنتهم، أو كان ذلك الصوت أخفى من أصواتهم، فالمراد فوقها في الخفاء كما قيل في قوله تعالى : «بعوضة فما فوقها» ـ سورة البقرة ، الآية ۲۶ ـ .

5.سمّيت غمامة لسترها، لأنّها تغمّ الماء في أجوافها أي تستره.

الصفحه من 465