شرح دعاء السمات - الصفحه 460

۰.وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحَارُ وَالأنْهَارُ،وَخَضَعَتْ [لَهَا الْجِبَالُ، وَسَكَنَتْ لَهَا الأرْضُ بِمَنَاكِبِهَا ، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلاَئِقُ كُلُّهَا، وَخَفَقَتْ] ۱ لَهَا الرِّيَاحُ فِي جَرَيَانِهَا، وَخَمَدَتْ لَهَا النِّيرَانُ فِي أَوْطَانِهَا، وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ ۲ ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لأَبِينَا آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.
وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ ،وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ ۳ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً ۴ وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً ۵ ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ ۶ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ

وركدت: أي ذلّت واستقرّت في مجاريها، ولم يرد بالركود السُّكون ـ ضدّ الحركة ـ لأنّها غير ساكنة .
وخضعت ـ بالضاد والعين المهملة ـ : من الخضوع. وفي بعض النسخ: «وخفقت» بمعنى: اضطربت وتحرّكت وتصوّتت .
وخمدت...إلخ: أي سكن لهبها في أماكنها. ويحتمل أن تكون نار الخليل، أو نار فارس التي اُخمدت ليلة مولد النبيّ صلى الله عليه و آله ، أو هي نيران اليهود المشار إليها بقوله تعالى: «كُلَّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها اللّه »۷ أي كلّما أرادوا محاربة النبيّ صلى الله عليه و آله غُلبوا ولم يظفروا .
وفي هذه الفقرات إشارة إلى البسائط الأربع ۸ ؛ فإنّ العمق الأكبر إشارة إلى العصر الترابي، والبحار والأنهار إلى المائي، والرياح إلى الهوائي، والنيران إلى الناري، وهذا يسمّى في علم البديع بالترتيب .
وبسلطانك...إلخ: أي بحجّتك وبرهانك الغالبة أبد الدهر .

1.من مصباح المتهجّد وبحار الأنوار .

2.في مصباح المتهجّد وبحار الأنوار: الأرضين .

3.التجلّي: عبارة عن ظهور اقتداره تعالى للجبل، وتصدّي أمره وإرادته.

4.أي: مدكوكاً ؛ وقيل: مستوياً مع وجه الأرض.

5.أي: خرّ مغشيّاً عليه غشية كالموت من هول ما رأى.

6.في تكرار «طور سيناء» دلالة على تعظيم شأنه.

7.سورة المائدة ، الآية ۶۴ .

8.البسائط الأربع: النار والهواء والماء والأرض، وكلّ منها محيط بالآخر ، والمركّبات تخلق عن امتزاجها .

الصفحه من 465