شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 337

اُلبس حلّة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصّاغورة 1 ذاق من حدائقنا الباكورة ... الحديث 2 .
أقول : وفي آخره : وكتب الحسن ابن العسكري في سنة أربع وخمسين ومئتين 3 ، ونقله صاحب القرة من أوّله إلى آخره ، ولم يتعرّض لشرحه وبيانه بوجه ، وإنّي اُترجمه بعض ترجمة يناسب مقامنا ويشهد لمقام كلامنا الّذي كنا فيه .
فأقول : إنّ المراد من «ذرى الحقائق» هو ما أشرنا إليه قيل 4 هذا من كون حقيقة ذلك الماء الّذي قال تعالى فيه : «و [ كان ] عرشه على الماء» 5 الكلمة الجامعة للجوامع المسمّاة بالحقيقة المحمّدية التي هي حقيقة الحقائق كلّها وذروة ذريها، وهي عنصر العناصر جلّها وقلّها .
وإنّ المراد من « سبع طبقات أعلام الفتوى» والعلم ؛ هو الجبل الشامخ الفائق على سائر الجبال ، سبع طبقات السّماوات / ب 17 / السّبع المعروفة من الخزائن التي في القوس النزولي . وتنويرها «بالهداية» كأنّه كناية عن تبليغ الأمر والنهي التكوينيين اللذين تكون السماوات السّبع 6 بأهلها مكلّفين بالامتثال والانزجار بمؤدّيهما . ويحتمل غير بعيد أن يراد من تنوير تلك الطبقات السّبع النزولية تسطير أوراقها وألواحها السّبعة تسطيرا قدريا وتنويرا تقديريّا ؛ فإنّها كلّها تكون ألواحا قدرية ، «يمحو اللّه » فيها «ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب» . 7
وأن يراد بسبع 8 طبقاتٍ سماواتُ القوس الصّعودي العروجي التي هي كليّات

1.الصاغورة بالغين المعجمة ، وفي بعض الكتب من أصحابنا وجدت بالقاف، والمراد على كلا التقديرين هو العرش كما سيأتي . «منه أعلى اللّه مقامه» .

2.راجع : بحار الانوار، ج۲۶ ، ص ۲۶۵ ، ح ۵۰ .

3.قرة العيون ، ص ۴۱۴ .

4.م : قبل .

5.سورة هود ، الآية ۷ .

6.ح : - السبع .

7.سورة الرعد ، الآية ۳۹ .

8.م : سبع.

الصفحه من 442