شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 342

العليينيّة ، فيقايس أسفل الدركات الشمالية التي هي الأسفل منها في السّقوط إلى مقرّ ۱ السّقر مثلاً بالأيمن الأعلى من الدرجات الأيمنية على وجه التعاكس والتقابل والتخالف / الف 20 / ، وهكذا إلى آخر مراتب المقايسة ، وهذه المقايسة على وجه التعاكس والتخالف تعلم مفصّلة مشروحة بالرجوع إلى ما أسّسنا وأصّلنا وفصّلنا وحصّلنا في الفذلكة العرشية التي قدّمناها وعقدناها لبيان تفصيل مقابلة العقل بجنوده وقواه وآلاته وجوارحه وأعضاه بالجهل بجملة جنوده وقواه وآلاته وجوارحه وأعضاه ، ولا ضرورة تدعو إلى إعادتها ؛ إذ مجرّد الرّجوع إلى تلك الفذلكة المعقودة لحلّ هذه العقدة يكفي لصاحب البصيرة وطالب الحقيقة.

إشارة فيه إنارة

[في مزج طينة الأشقياء مع الأتقياء]

وأمّا التكرار الّذي يترأى من ظاهر عبارة الحديث في بيان كيفية المزج بين طين أشياع العقل وشيعة أهل البيت عليهم السلام وبين طين أتباع الجهل وتبعة أئمة الجور والضلالة حيث قال عليه السلام : ثم عمد إلى بقيّة ذلك الطين فمزجه بطينتكم وساق عليه السلام الكلام إلى أن قال عليه السلام ثانيا : ثم مزج الطينتان والماء الأوّل والماء الثاني ... الحديث ؛ فلعلّ أظهر الوجوه وألصقها وأحسنها وأصدقها هو كون مزج ۲
الأوّل ناظرا إلى أصل الخلقة وأوّل الفطرة وهي خلقة جوهر ذات الشخص ، وكون المزج الثاني ناظرا إلى الفطرة الثّانية المكتسبة باختيار الشخص وإرادته وسعيه وكسبه علما وحالاً وعملاً ، الّذي هو مناط الكفر والإيمان وملاك الحقّ والبطلان ؛ كما قال عزّ من قائل : «ليس للإنسان إلّا ما سعى»۳ وقال سبحانه : «قل كلٌّ يَعمل على شاكلته»۴ أي على نيّته وداعيته، ومن هنا قال تعالى في قضية ابن نوح عليه السلام : «إنّه عملٌ غير صالح»۵ وقد يعبّر عن هذه الفطرة الثانية المكتسبة في حق

1.هكذا في ح وهامش م / : قعر .

2.ح : - مزج .

3.سورة النجم ، الآية ۳۹ .

4.سورة اسراء ، الآية ۸۴.

5.سورة هود ، الآية ۴۶ .

الصفحه من 442