شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 348

السّفلى المعروفة / الف 23 / بأسفل السّافلين ، سيّما عند امتزاجها بخلط خصلة النفاق كما هو محل الاتفاق .
والقوة الشهويّة وهي ملاك البهيميّة بطرفي إفراطها وتفريطها لا باعتدالها النوريّ يكون أصلاً من تلك الاُصول الثلاثة الجهلية الظلمانيّة ، وكذلك القوة الغضبية التي هي ملاك السبعية بطرفيها يتجوهر بتلك الأصليّة الخبيثة .
وأمّا قوّة الهوى ـ وهي كما أشرنا أصل فطرتها فطرة السجينية السفلى ـ فهي لمّا كانت قاعدة مخروط الظلمة ومرجع كليّة الشؤون الظلمانية ومبدؤها ومعادها كما يشير وينظر إلى هذا قوله صلى الله عليه و آله وسلم حبّ الدنيا رأس كل خطيئة۱ فلا يتصوّر فيها المنزلة الوسطى حتى يستحسن تحصيلها ويطلب تحلية الناطقة القدسية بها بطرح ۲ طرفيها والتخلية عنهما ، بل اللازم الواجب بالبرهان الباهر الثّاقب هو قلعها ۳ بأصلها وعروقها عن أرض القلب مدّا ؛ فإنّ المراد من حب الدّنيا إنّما هو حبّها بما هي هي لا بما هي بالغة إلى الآخرة ، ومحبّة الدنيا بما هي هي إن هي إلّا حقيقة النفرة عن الآخرة التي هي دار السّلام ۴ ودار السّعادة ، والنفرة عن الآخرة المعبّر عنها بقرب الحق والتخلّق بأخلاقه وبصفاته العليا ـ جلّ وعلا ـ إن هي إلّا حقيقة العداوة والبغضاء والعناد للحقّ ولأهله. وتلك العداوة والبغضاء إنّما هي مادة مولود أنواع الكفر والضلالة ، الموجبة للخلود في النار التي هي صورة غضب اللّه العدل القهار ، والباعثة للاُبود في دار البوار التي هي صورة البراءة من الملك المتعال الجبّار ورسوله المصطفى المختار إلى الكفرة الفجرة الذين / ب 23 / هم أهل العناد والاستكبار.
وأمّا القوّتان الاُخريان الشهوية والغضبية منها فلا ينصلح النظام إلّا بأسرهما لا قتلهما ، بل يجب إبقاؤهما وجعلهما من جنود العقل وخيله وخدمه كما تقرّر في محلّه من فنون علم السير والسلوك إلى اللّه تعالى .

1.عوالي اللئالي ، ج۱ ، ص ۲۷ ، ح۹ .

2.م و ح : يطرح .

3.م : قطعها .

4.ح : دار السلم .

الصفحه من 442