شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 349

تكملة عرشية

[في الخصائل السبع الرذيلة]

ولكلّ من تلك الاُصول والعناصر الجهليّة قوّتان وخصلتان ۱ هما رؤساء جنود هؤلاء الاُمراء التي تحت كلّ منها جنود لا تحصى .
أمّا قوّتا أمير الشهوة اللتين منزلتهما منه منزلة اليدين : فالحرص والبخل .
وأمّا قوّتا أمير الغضب كذلك : فالعجب والكبر ، والعجب هو رؤية النفس نفسها عزيزة عظيمة غير حقيرة ، والكبر هو رؤية غيرها حقيرة ذليلة حقارة الذرة عند درة البيضاء .
وأمّا قوتا سلطان الهوى كذلك فهما : الكفر والبدعة . ويترتّب على هذه الستّ من القوى والخصال ويتولّد منها ويتفرّع عنها خصلة العداوة والبغضاء والعناد والعتوّ والنفور والاستكبار والاستنكاف ۲ عن إطاعة أمر الحق والانقياد له ، فهي تمام اُمراء السّبعة التي هي عناصر مواليد طين الجهل ، وأركان وقوائم قوام طينة الظلمة واُمّهاتهما ، وكلّ من هؤلاء الرؤساء السّبعة العنصرية السفلاوية يكون طبقة من طبقات الأرضين السّبع .
وهذه الأرضين السبع من رؤساء جنود الجهل واُمناء دولته تحاذي وتقابل بوجه من الاستبصار تلك السماوات السّبع التي قد مرّ منّا بيانها في جملة بيان مقامات العقل صعودا ، وهذه الأرضين السّبع في وجه آخر من الاعتبار تحاذي وتقابل السماوات السّبع / الف 24 / المعروفة المعدودة في جملة أجزاء دائرة العقل .
ويحتمل كلّ الاحتمال ـ بل هو الأحق الألصق بالكشف عن حقيقة الحال ـ أن تحاذي وتقابل هذه الأرضين الطبقات السبع المترتبة التي هي فوق السماوات السبع المعروفة المذكورة ، وهي من البحر المكفوف إلى مرتبة الاستواء ـ أي استواء الرحمن على العرش ۳ ـ التي يقابلها دركة أرض ما تحت الثرى ، كما يَنظر إليه ويومئ طور

1.م : خصلتا .

2.م و ح : الاستكشاف .

3.اقتباس من كريمة طه ، الآية ۵ : «الرحمن على العرش استوى» .

الصفحه من 442