شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 353

تنبيه تفريعي

[في طبقات الأرض والخصائل السبع]

فمن هنا لو قسّمنا عالمنا هذا أو أرضنا هذه الأرضين السبع المترتبة بالفوقية والتحتية ـ بالمعنى ۱ الّذي قد مرّ بيانه ـ لكان وجها موجّها بالغاً في الوجاهية جدّا ، فكان أرضنا هذه من جهه كونها معمورة منتظمة بخصلة الحرص الطبقة الاُولى من الأرض ؛ و ۲ من جهة كونها معمورة بخصلة البخل الطبقة الثانية منها ؛ ومن جهة عمارتها بخصلة العجب الطبقة الثالثة منها ، ومن جهة عمارتها وانتظام أمرها بخصلة الكبر الطبقة الرّابعة منها ؛ ومن جهة انتظامها وانصلاح نظامها بخصلة الكفر الطبقة الخامسة منها ؛ ومن جهة انتظام أمرها بخصلة البدعة المضلّة الطبقة السادسة منها ؛ ومن جهة كمال نظامها وتمام انتظامها بخصلة العداوة والبغضاء الطبقة السابعة منها المسماة بالدّرك الأسفل وأسفل السافلين كما مرّ غير مرّة . وهكذا حال عالمنا هذا .
ومن هنا صار أرضنا هذه سبع طبقات من دائرة الجهل والظّلمة محاذية ومقابلة لسبع طبقات السماوات المعروفات من دائرة العقل والنور ؛ كما قال تعالى : «ومن الأرض مثلهنّ»۳ .

تبصرة نورية

[في معرفة الملك الحامل للأرض]

وهذه الأرضين السّبع أي الأرضين السبع ، التي حملها ويحملها الملك ۴ الحامل للأرض ـ كما مرّت الإشارة إليه ـ إلى يوم القيامة ؛ ولذلك الملك القهرماني جناح في المشرق وجناح في المغرب يعني إنّ يديه مبسوطتان شرقا وغربا يتصرّف بهما في شرق أرضنا هذه وغربها كيف يشاء بإذن ربّه الأعلى جلّ وعلا ، ورجلاه في تخوم الأرضين ، أي ضاربٌ عروقَ شجرة وجوده القهرماني في الأرض ليستقر فيها ، فلم

1.أي بمعنى المحمولية والحاملية وكون التحت حاملاً و مقلّاً لما هو فوقه «منه» .

2.م : - و .

3.سورة الطلاق ، الآية ۱۲ .

4.م : ملك .

الصفحه من 442