شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 358

لدين الحقّ ، المضادّة للصّراط المستقيم المطلق ، والباعثة على القيام بتأسيس اُسّ وأساس يناقض اُسطقس الدّين المبين ، وينهدم به بنيان الدين المتين «يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم ويأبى اللّه أن يتمّ نوره ولو كره»۱ المشركون ، فتفطّن جدّا!

تكملة فيه تبصرة

[في موقف العداوة والبغضاء]

وأما قصّة خصلة العداوة والبغضاء التي هي الدّرك الأسفل والهاوية والظلمانية ۲ السّفلى البالغة في الخساسة والدناءة الحاوية ۳ الجامعة لجوامع دركات الدناءة ومَجامع طبقات الرّذالة والخساسة ؛ فالوجه في مناسبتها وقرابتها ۴ لما تحت الثرى ، والسرّ في تقارب منزلتهما بل في اتحاد دركتهما التي لا دركة أسفل منها ـ كما مرّت الإشارة إليه غير مرّة ـ غير خفيٍّ على اُولي النّهى ، بل ظاهر واضح جلي لا يخفى ، ولكن لمّا كان هاهنا لطائف نكات يكاد يخفى على اُولي البصائر الثاقبة ـ من طوائفنا ۵ الخاصّة / الف 29 / فضلاً عن غيرهم من قبائل العامّة . تعرَّضنا بيانها بضرب من الإشارة ، فاستمع لما يتلى عليك ، متذكّرا لما ألقينا إليك آنفا في بيان كيفية التقابل من العقل والجهل ومقابلة جنود كلّ من الطرفين بجنود الآخر على مسلك أجلّة السّلف الصّالح بمزيد تصرفات مرّت الإشارة إليها .
ولقد قابلنا هنالك كما قابلوا مرتبة ما تحت الثّرى في سلسلة الدركات بمرتبة الروح التي هي لوح رقائق المعاني المجرّدة عن الهيئة والصّورة والشكل وعن المادة الهيولانية والمدة الزمانية في سلسلة الدرجات ، وهي النفس الكلية الإلهية المسمّاة بالدرّة الصّفراء «فاقع لونها تسرّ الناظرين»۶ وبذات اللّه العليا والجنّة المأوى المحيطة

1.سورة التوبة ، الآية ۳۲ ، وفي آخره : الكافرون .

2.م : الظمانة . ح : الظلما .

3.م و ح : الجاوية .

4.ح : مراتبها .

5.ح : طوائف .

6.سورة البقرة ، الآية ۶۹ .

الصفحه من 442