شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 377

والتطوّر والتصوّر الجسماني لذلك العقل الكلّي ولتلك النفس الكلية الإلهية ـ كما مرّ ـ على خلقة السماوات السّبع والأرضين السّبع كما أسلفنا ، فالشمس تستمدّ من الركنين الأيمنيين ومن الركنين الأيسريين بتوسّط استمدادها من العرش والكرسي الخليفتين ، فمن حيث روحانيتها تستفيض ۱
من روحانيتهما ، ومن جهة جسمانيتها تستفيد من جسمانيتهما .
والشمس ـ كما مرّ ـ منزلة وجودها في وسط أفلاك الستّة منزلة القلب ، ومنزلة وجود فلكها فيه منزلة الصدر في هيكل مجموعة السماوات السّبع ، فهي من هنا يكون خليفة العرش الّذي منزلته في العالم الأكبر منزلة القلب ، وفلكها يكون خليفة الكرسي الّذي منزلته فيه منزلة الصّدر .
ومن هنا أيضا يتوجّه لزوم كون استمدادها في إمداداتها للسيارات الستّة من الأنوار والأركان الأربعة بتوسّط استمدادها منهما ؛ وذلك لأنّ الاستخلاف والخلافة لايتصلان ولا يستتمّان إلّا بالإمداد والاستمداد . فمن هاهنا يتوجّه الجمع بين كون الفلك العرشي وجودا ثانيا للعقل المحمّدي الكلّي وبين كون هذه الشمس أيضا وجودا ثانيا وتمثّلاً جسدانيا لذلك النور المسمّى بروح القدس الأعلى ومصباح مصابيح الهدى .
وكذلك الشأن في باب كون الكرسي الّذي هو مستخلف فلك الشمس وجودا ثانيا لنفس الكلّ وروح / ب 39 / القدس الأدنى مصباح مصابيح الدجى ، وكونِ خليفته أيضا وجودا ثانيا لها ، وكأنّ هذا الوجه ألصق وأولى وأصدق وأوفى ممّا وَجّه بعض مِن إخواننا كون وجود هذه الشمس وجودا ثانيا لشمس الضحى شمس حقيقة المحمّدية البيضاء ؛ من أنّه لمّا كان العقل الكلّي المحمدي المصباحي علّة لأوائل وجودات حقائق الأشياء كلّها أي في صدر إيجادها ـ كما قال قبلة العارفين عليه السلام في حديث كميل بن زياد : «والعقل وسط الكل» كما مرّ وفي حديث الأعرابي : العقل جوهر درّاك محيط بالأشياء من جميع جهاتها ، عارف بالشيء قبل كونه فهو علّة الموجودات ونهاية المطالب .۲

1.م و ح : يستفيض .

2.شرح الأسماء الحسنى ، ج ۲ ، ص ۴۶ .

الصفحه من 442