شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 387

البحر المكفوف كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والبحر المكفوف بجملة ما فيها عند جبال البرد كذلك / الف 45 / ، ويلزم على ما يحتمله ـ سلّمه [اللّه ] ـ كون جبال البرد خارجة عن السّماوات السّبع حسّا ووضعا حسّيا وداخلةً فيها كذلك ، مع وجود الفصل بينهما بوجود البحر المكفوف فصلاً بينهما وضعا وحسّا ترتيبيا مكانيا ، وهذا هو كماترى .

احتمال

وكأنّ باعثه الكلّي على هذا الجمع هو كون طبيعة زحل بفلكه باردة يابسة وأنت تعلم أنّه محتمل غير بعيد أن تكون علّة تلك البرودة واليبوسة فيها هي رابطةً في المعلولية والعليّة التي متحقّقة بين زحل بفلكه وبين الرّكن البارد اليابس من الأركان الكرسويّة الأربعة المستندة إليها أحوال السّماوات السّبع وكواكبها السيّارة ، كما مرّت الإشارة إليها . ومن تلك الأركان الأربعة ـ على طريقتنا التي سيرد عليك منّا بيانها ـ يكون جبال البرد التي هي بطريقتنا يكون ذلك الرّكن البارد اليابس من فلك الكرسي ؛ فإنّ على طريقنا التي ستطلع على كيفيّتها يكون البحر المكفوف وجبال البرد وحجب النور والهواء الّذي تحار فيه القلوب كناية عن تلك الأركان الأربعة الكرسويّة : ركن الخلق وركن الرزق وركن الحياة وركن الموت ؛ كما قدّمنا تمهيدا ، وهو احتمال مؤيَّد مشيّد أركانه ببرهان العقل وسلطان النقل ، وسنرجع إليه بإذن اللّه تعالى بسلطان مبين ، متوسّلاً بحبل اللّه المتين ، وهو ولاية أمير المؤمنين قبلة العارفين روحي له الفداء .
وأما رابع الوجوه : فهو ما مرّ منّا آنفا في التعرض لمن تعرّض حل عقد هذا الحديث النبوي صلى الله عليه و آله وسلم المعروف بحديث زينب العطارة ، وجرى على مجرى سيرة السّلف الصالح في بيان / ب 45 / تقابل العقل والجهل ، ومقابلة دائرتيهما ، ومن المتعرّضين له بهذا المجرى هو ذلك المولى الأوحدي ـ زيد فضله ، ودام إفضاله ـ .
وقد قدّمنا في ما مرّ أنّ قوله صلى الله عليه و آله وسلم زينبَ العطارة : إنّ هذه الأرض بمن عليها عند التي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قيّ ، تصريح منه بكون المراد من الأرض هاهنا الأرض المعروفة ؛ حيث قال صلى الله عليه و آله وسلم : «إنّ هذه الأرض» بالإشارة الحسيّه بعلاوة قوله صلى الله عليه و آله وسلم«بمن عليها» فإنّه أيضا قرينة واضحة كاشفة عن هذه الإرادة في فصيح من الكلام ، كما

الصفحه من 442