أقول ـ وهو يقول الحقّ ـ : إنّ هذا الحديث المخبر عن صنع القديم وعن أصل الكريم و «النبأ العظيم الّذي هم يختلفون»^۱ لهو الصّعب المستصعب الّذي لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان ^۲ وإنّ ذلك الاسم الّذي يصفه ويخبر عنه لهو أمرهم عليهم السلام ومقامهم الّذي لا يحتمله ملك مقرب ولا / الف 52 / نبيٌّ مرسل ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان ؛ إذ الجزء الجزئي لا يمكن أن يحتمل مقام كلّه الكلي . وفي ترجمته وتفسيره من العلماء الواردين عليه والشارحين له مشارب ؛ أكثرها عيون كدرة ، وأقلّها يكاد يقرب من أن يستشمّ منه رائحة من العيون الصّافية ، ومن ذلك الأقلّ هو المشرب الّذي يشرب منه هاهنا المولوي الأوحدي الشيخ المعاصر الأحسائي دامت بركات وجوده السّامي ، وفيه شوائب مزلّات كدرة سترد عليك تعرضها منا في أثناء التّرجمة بقدر الطّاقة البشرية مع قلّة البضاعة التي من ناحيتها ، كأنّه ينفث ^۳ في روعي نظما :

اى مگس ، عرصه سيمرغ نه جولانگه توست
عرض خود مى برى و زحمت ما مى دارى^۴
فأقول وهو ولي الإفاضة : إنّ فيه وجوها من المعاني ، وله ضروبا من البيان ، ولكل وجهة لها شأن .

[تحقيق في الاسم الأعظم]

وأما الأسد الأخضر ^۵ منها : إنّ المراد من ذلك الاسم المخلوق المعظم هو الاسم اللّه الأعظم إمام أئمة الأسماء الحسنى ، وإليه ينظر قوله صلى الله عليه و آله وسلم : اُوتيت جوامع الكلم؛^۶ كما قال تعالى : « وعلّم آدم الأسماء كلّها»^۷ ، وهو مجموع العالم ، مجموع عالمي الأمر والخلق ، من فاتحة النقطة إلى الذرّة ، ومن الذرة إلى خاتمة الرحمة التي عين تلك