شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 406

به؟ فإنّ تفرّع كلّ موجود منه وتقوّمه به ينافي ويناقض كون كلّ موجود جزءاً متقوما له متقدّما عليه في التقوّم والقوام ؛ كما هو شأن الجزئية بلا كلام ، وعليه أطبقت ۱ ألسنة الخاصّ والعام ، سبحان اللّه ، ثمّ سبحان اللّه ۲ إنّ هذا لشيء عجاب!
وأمّا قوله : « وله خلق وإليه يعود » ، ففيه ما فيه ؛ فإنّ من الموجود فيه لهو الحقيقة المحمديّة المسمّاة بمقام «أو أدنى» ، وهي كمال الكمالات وتمام التّمامات في الموجودات المخلوقات كلّها ، وهي غاية الغايات فيها ، فكيف يمكن أن تكون هذه الحقيقة الجامعة لجوامع الكمالات كلها ۳ ومجامع التمامات جلّها وقلّها مخلوقةً طفيلاً راجعة عائدة من غير أن تكون معاد كلّ شيء وغاية كلّ سلوك وسرّ هذا؟

وهم وفهم

[في معرفة السحاب الثقال]

لعلّك ترجع وتقول : إنّ كون الحقيقة المحمّدية المسمّاة بالسحاب الثقال بالكلمة ۴ التامة ـ وهي المرتبة الرابعة الأخيرة من مراتب المشيّة الأربعة المذكورة المتقدّمة عليها ثلاث مراتب منها فائقة عليها وهي فوقها في الكمال والفضل والشرف والتماميّة الموجبة لكون مرتبة منها غايةً وكمالاً وتماما لتلك الحقيقة ـ غاية الغايات في السّير والسّلوك وتمامُ التمامات وكمال الكمالات في باب الوجود منافٍ لكونها متأخّرةً عن تلك المراتب الثلاث السابقة / ب 56 / في قوس النزول ، ومتقدّمةً عليها في قوس الصّعود .
فاعلم ـ يا طالب الحقّ والحقيقة ـ أنّ المشية بمراتبها الأربع أمر بسيط واحد غير متجزٍّ ۵ ولا متكثّر ؛ كما قال تعالى : « وما أمرنا إلّا واحدةً»۶ يعبّر عنه بكلمة «كن»

1.م : أطلقت .

2.م : - ثمّ سبحان اللّه .

3.م : - كلها .

4.كذا.

5.م : منجر . ح : منجز .

6.سورة القمر ، الآية ۵۰ .

الصفحه من 442