شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 422

يكون منزلتها منهما منزلة الاُمّة من النبيّ والولي ، ومنزلة الرعية من السلطان [و]الرّاعي. فهذه الفاقة والحاجة في وجه من الاستبصار كأنّها هي الحاجة في الاستكمالات إلى الغاية والفاقة في استتمامات النعمة وبلوغها إلى حدّ النهاية . وأما الاحتياج إلى الجزء الأوّل المسمّى بالمشيّة فمنزلته منزلة الحاجة في أصل الفطرة وبدو الخلقة .
ولقد تقرّر في محله أنّ الحاجة إلى النبوّة / الف 65 / والولاية هي : الحاجة في اكتساب الفطرة الثانية ، والفاقة في الاهتداء بأنوار الهداية ؛ وهو قوله تعالى «الّذي خلق فسوّى»«قدّر فهدى»۱ ، «اللّه وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور»۲ فمن هاهنا تحصّل وتحقق وجه آخر في التفرقة بين الجزء الأوّل المحجوب المخزون عنده تعالى وبين الثلاثة الباقية التي اُظهرت لفاقة الخلق إليها .

تذكرة فيه تبصرة

[في معرفة يد اللّه العليا]

فقد اتضح مما أصّلنا في بيان سرّ هذه الحاجة والفاقة إلى الأجزاء الثلاثة الأخيرة دون الأوّل منها وممّا فرعنا عليه من وجوه الفاقة والحاجة هاهنا وجه استقامة اختيارنا في حمل الجزء الثالث منها على النفس الكليّة والكلية الإلهيّة بمرتبتها معا ، اللتين هما مرتبة الدرّة الصّفراء ومرتبة اللدرّة الخضراء ؛ وحمل الجزء الرّابع منهما على الطبيعة الكلية المسمّاة بيد اللّه العليا والقوة الربانية والعمّالة الإلهيّة التي هي الدرّة الحمراء ، وهي القوّة الربانية التي بها تتصرّف تلك النفس الكلية الإلهيّة في العالم الكلّي الخلقي على ما يشاء ، ويتّضح منهما سر عدم استقامة اختيار ذلك المولوي العارف المعاصر لنا ـ سلّمه [اللّه ] ـ في حمله الجزء الرّابع هاهنا على الرّكن الأخضر الّذي هو ثالث الأركان ، وعزله الركن الرّابع المسمّى بالنّور الأحمر والدرّة الحمراء ، وبيد اللّه الباسطة العليا المتصرّفة من موادّ الأشياء والمصلحة لنظامها الحافظة لانتظامها عن أن يكون له مدخل في هذا النظام الأحسن / ب 65 / والانتظام الأصلح الأوفى .
وذلك أي سرّ عدم استقامة مقاله هاهنا هو أنّه قال:

1.سورة الأعلى ، الآية ۲ ـ ۳ .

2.سورة البقرة ، الآية ۲۵۷ .

الصفحه من 442