شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 428

في عرف علماء التوحيد هو سريان نور الوحدة في الكثرة ، ويقابله المعنى المرموز المقصود من قولهم « الكثرة في الوحدة » أي بضرب أشرف وأعلى ، فعن الوحدة في الكثرة يعبّرون بالانبساط ، وعن الكثرة في الوحدة بوجه أعلى يعبّرون بالقيام والارتفاع والانتصاب عن حضيض البسط والانخفاض ، ومحصّل هذا الارتفاع والانتصاب هو قبض الكثرة وجمعها ورفعها في الوحدة عند اُولي الألباب . وهذا التعبير إنّما هو لازم من لوازم معنى الكثرة في الوحدة ، لا أنّه حقيقة معناه المرموز الّذي هو كنز الكنوز واُمّ العلوم الحقيقيّة واُسطقس الاُسطقسات وعنصر العناصر في الفلسفة العرشيّة ، وقد قبل ۱ من يتمكّن من الغوص في مغريّ ۲ معناه ، وهذه الرموز مرموزة عن نفائس الكنوز .
وقوله «من صفة الرّحمن» يعني : إنّ نفس الكلّ هي شأن الاسم الرّحمن وفعله وأثره وخليفته ومظهره ، ومن هنا يكنّى عنها بالألف المبسوطة ، إشارةً إلى كونها نفس الرّحمن الثانوي ـ بفتح الفاء ـ كما أنّ الألف المطلقة من مراتب المشيّة يكون نفس الرّحماني الاُولى ، وهذه الكلية / الف 69 / الإلهية يكون خليفة تلك الألف المطلقة المنبسطة التي هي الاسم الّذي أشرقت به السماوات والأرضون ، وخليفته في خليقته هي الاسم الّذي يصلح به الأوّلون والآخرون ، ولكن يجب أن يعلم أنّ كون تلك النفس الكليّة الإلهيّة ألفا مبسوطة ونفسا رحمانيا ثانويا إنّما هو من جهة سريان نورها وانبساط ضوء وجودها على هياكل مراتب الموجودات المترتبة بعدها النازلة من عندها إلى صفّ نعال عالم الملك والشهادة ، فلا يتوهم أنّها من جهة مجرد مرتبتها الصّفراوية ـ مع قطع النظر عن سريانها في سائر مراتبها المرتبة النزولية ، وعن سريان نورها في جميع مراتبها الخلقية ـ يكون ألفا مبسوطة ونفسا رحمانيا ثانويا كما يتراءى من ظاهر مساق مقاله هاهنا ، كيف لا؟ وكليتها إنّما هي بعينها انبساطها وإحاطتها بحيث لا يعزب عنها مثقال ذرة في الأرض ولا في السّماء ۳ ، فهو الإمام المبين الّذي ينقلب بين

1.ح : قيل .

2.ح : مغزى .

3.اقتباس من كريمة سورة سبأ ، الآية ۳ .

الصفحه من 442