شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 429

ظهرانيكم «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» . ۱
ومنزلة هذه النفس الكلية الإلهية من حضرة الاسم الرحمن منزلة استوائه على عرشه ، ومنزلتها من الألف القائم مقام الاسم اللّه الجامع لجوامع الصّفات العليا والمجمع لمجامع ۲ الأسماء الحسنى منزلة البسط والانبساط والتفصيل والنشر من القبض والجمع والإجمال والطيّ بنحو أعلى ، وكما يكون مرتبة الجمع والإجمال المسمّى بالخزينة مبدأ لمرتبة البسط والتفصيل والانبساط فكذلك يكون هو مَرجعا ومعادا لها ، ومنزلة هذه النفس الكليّة والرّحمة الثانوية الرّحمانية في نزولها / ب 69 / وانبساطها وهبوطها من العقل الكلّي والنّور المحمّدي منزلة إقبال عقل ۳ الكل بأمر ربّه الأعلى إلى الدنيا ، ومنزلتها منه في رجوعها وعودها وعروجها منزلة إدبار ذلك العقل الكلّي إلى اللّه تقدس وتعالى .
فمن هنا يكون منزلة النفس الكلية العلوية العليا من العقل الكلّي والمحمديّة البيضاء منزلة الصفة من الموصوف بها ، وباعتبار منزلة الصّراط والسبيل من السالك عليه في سفره منه تعالى إليه جلّ وعلا .
وأمّا اعتبار كون هذه الكليّة الإلهية الألفية في ألفيّتها بين بين فهو اعتبار لكونها برزخا بين العالمين ، وإشارة إلى كون منزلتها بين المنزلتين وأمرا بين الأمرين ، فهي ۴ مجمع البحرين بحر العالم المعنوي وبحر العالم الصّوري ، كما مرّت الإشارة غير مرّة إلى تلك البرزخية التي هي خاصة الصّراطية ، وأنّ العلويّة العليا إنّما هي صراط الاستقامة والاستواء ، وهي مجمع جوامع السّبل إليه تعالى ومرجع جميع رسله جلّ وعلا؛ فإنّ منزلة العلويّة العليا من جميع السّبل والرّسل نزولاً وصعودا منزلة محيط المحيطات وبحر البحار من الأودية والأنهار كبارها وصغارها ، كما قال عز من قائل : «بسم اللّه مجريها ومرسيها»۵ وقد مرّ أنّها بنورانيتها العامة منزلتها منزلة البسملة

1.سورة الذاريات ، الآية ۲۱ .

2.م : المجامع .

3.ح : العقل .

4.م : فهو .

5.سورة هود ، الآية ۴۱ .

الصفحه من 442