شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 440

أو المقدارية الحالّة فيها ، وأمّا ۱ المادة العرفانية المسمّاة بمادة صور أعيان الممكنات ومهيّاتها فهي عبارة عن نور الإبداع والصنع الّذي ليس بمصنوع ولا بخلوق ؛ فإنّه الحقّ المخلوق به الأشياء ، وهو أوّل فيض وجودي فائض منبجس / الف 76 / من حضرة الذات الأحدية الأقدس تعالى أوّلاً وبالذات ، ويسمّى بالفيض المقدّس وبالنور المحمدي والحقّ المخلوق به وبالحقيقة المحمّدية ، وهو وجود خاص عيني حقيقي منبسط على هياكل قوابل الأشياء ومهياتها ، لا يكون فيه جهة قوّة وإمكان أو حالة وكيفية استعدادية ، بل إن هو إلّا مجرّد الوجود والفعلية به يتوجد الموجودات ويتنوّر ظلمات المهيّات ، وبه فعلية الذوات الإمكانية وأعيانها الظلمانية ، وبه إنيّتها وموجوديتها ، وبه تهوّي هوياتها ؛ إلّا أنّه ذو شؤون ومراتب مترتّبة متفاضلة ، وذو درجات ومنازل متفاوتة بعضُها فوق بعض ، كما اُشير في قوله تعالى : « رفيع۲الدّرجات ذو العرش»۳ وهو المعروف عند العرفاء بالنفس الرّحماني الّذي ظهر عنه .
وفيه حروف هويات الممكنات وكلمات وجودات المكوّنات على مراتبها الوجودية ودرجاتها الكونية التي هي على مثال مخارج الحروف والكلمات المنشئات من نفس المتنفّس الإنساني الّذي هو أكمل النشئات كلها وخليفة اللّه في عالم الكون ؛ من اللّه مبدؤه ، وإلى اللّه مرجعه ، وهو على بينة من ربّه ۴ مخلوق على صورته ، ولهذا كان هو ۵ مثال اللّه الأكبر ۶« وللّه المثل الأعلى»۷ وظهر منه ما ظهر من اللّه تعالى من

1.ح : - أمّا .

2.ينبغي أن يعلم أنّ روحانية حروف اسم الرفيع من الراء إلى العين ستون وثلاثمئة درجة عدد درجات العرش المحيط بجملة عوالم الملك والشهادة كما يكون العرش ( م : عرش ) المعنوي وهو عقل الكلّ والنور المحمّدي الّذي كان الجسم الكلّي المسمّى بالفلك المحدّد المحيط بالكل وجوده الثاني ، ومظهره في الشهادة محيطا بجميع العوالم الروحانية والجسمانية كلها ، وذلك العدد هو عدد أيّام السنة التامة ، فكأنّه قيل رفيع درجاته بأن تكون درجاته مرفوعا بالفاعلية وتكون الإضافة إضافة الوصف إلى فاعله ، ومن هاهنا أردف قوله : «رفيع الدرجات»بذكر اسم «ذو العرش» ، فتفطّن يا صاحب الفطنة الذاكية والفطرة الزكية والبصيرة الناقدة ! «منه».

3.سورة غافر ، الآية ۱۵ .

4.اقتباس من سورة هود ، الآية ۱۷ .

5.م : - هو .

6.ح : أكبر .

7.سورة النحل ، الآية ۶۰ .

الصفحه من 442