شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 441

المراتب والصّور ، وهي ثمانية وعشرون منزلاً لثمانية وعشرون حرفا ، أوّلها الهاء وآخرها الواو ، ويحصل منهما «هو» الجامع للأوّل و / ب 76 / الآخر ، وفيه سرّ قوله تعالى « هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن»۱ والهاء مخرجه أقصى مخارج الحلق ، وهو الباطن ، والواو على عكسه في الظهور .

تقريب في تقريب

[إنّ الحقيقة المحمّدية هي المبدأ والمعاد]

وكما يكون لحرف واحد أقاربٌ متعدّدة لصفات مختلفة وأحوالٌ متنوّعة لأجل درجة ومقامٌ له من درجات النفس ومقاماته عند التكوين منه في مقاطع الحروف يمتاز بها عن الّذي يقاربه في المخرج ـ فتختلف الاعتبارات وتختلف الأسماء والألقاب كما تقرّر وتبيّن كل ذلك في فنه ـ كذلك يقال في العقل الأوّل مثلاً ويسمّى : عقلاً باعتبار ، وروحا باعتبار ، وقلماً باعتبار ، ونورا باعتبار ، وقوّة باعتبار ، ووسط الكل باعتبار ، وحقيقة محمّدية باعتبار ، وهي المحمديّة البيضاء والدرّة البيضاء والركن الأبيض الأيمن الأعلى من عرش الرحمن « الرحمن على العرش استوى»۲ وروح القدس الأعلى والرّوح الإلهي الكلّي الّذي قال الحسن العسكري عليه السلام فيه : وروح القدس في جنان الصّاقورة ، ذاق من حدائقنا الباكورة۳ إلى غير ذلك من الألقاب التي لا تكاد تحصى .
فالعين واحدة ، والأوصاف والنعوت مختلفة ، بل كلّما كان الموجود أقوى وجودا وأعلى مرتبةً كان أوسع شمولاً وأشمل إحاطةً للنعوت والأوصاف ، فلهذا ذهبتْ ۴ أكابر الحكماء إلى أنّ العقل البسيط كلّ الموجودات .
وقالت أساطين العرفاء : إنّ النور المحمّدي والحقيقة المحمّدية البيضاء لهو الكلّ في الكلّ ، وهو المبدأ والمعاد في الجلّ والقلّ ، / الف 77 / وإنّ الحقيقة المحمدية المطلقة التي مرتبتها فوق مرتبة المحمدية البيضاء فوقية مرتبة «أو أدنى» على مرتبة

1.سورة الحديد ، الآية ۳ .

2.سورة طه ، الآية ۵ .

3.قارن : بحار الانوار ، ج۲ ، ص ۲۶۵ ، ح۵۰ .

4.م و ح : أذهبت .

الصفحه من 442