منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 189

ومنه: التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميراث، ولا وحشةَ أشدُّ من العجب. ۱
وقال لما سئل عن القدر: طريق مظلم لا تَسلُكْه، وبحر عميق لاتلجه، سرّ اللّه قد خفي عليك فلا تُفشِه . أيها السائل، إنّ اللّه خلقك لما شاء أو لما شئت؟ قال: بل لما شاء، قال: فيستعملك كما شاء. ۲
ومن كلامه رضى الله عنه: إنّ للنكبات نهايات لابدّ لأحدٍ إذا نكب أن ينتهي إليها، فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتّى تنقضي مدّتها ؛ فإنّ في رفعها قبل انقضاء مدّتها زيادة في مكروهها. ۳
[وسئل] عن السخاء فقال: ما كان منه ابتداءً، فأمّا ما كان منه عن مسألةٍ فحياء وتكرُّم. ۴
وأثنى عليه عدوٌ له فأطراه فقال: إنّي لست كما تقول، وأنا فوق ما في نفسك. ۵
[وقال] له عدوُّه: ثَبّتك اللّه ، فقال له: على صدرك. ۶

[وصيته لابنه الحسن]

۰.ولمّا ضربه ابن ملجم ـ قاتله اللّه ـ قال للحسن رضى الله عنه وقد دخل عليه باكياً:يا بني، احفظ عني أربعاً وأربعاً. قال: وما هنّ يا أبه؟ قال: أغنى الغنى العقل، وأكبرُ الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الكرم حسن الخلق.
قال: فالأربع الاُخر؟ قال: إيّاك ومصاحبة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك، وإيّاك ومصادقة الكذّاب فإنّه يقرِّب عليك البعيد ويبعّد عنك القريب، وإيّاك ومصادقة البخيل فإنّه يَقعد عنك أحوج ماتكون إليه، وإيّاك ومصادقة الفاجر فإنّه يبيعك بالتافه. ۷

1.في غرر الحكم ، ج ، ص ۳۸۰ : لا وحشة أوحش من العجب . وفي نهج البلاغة ، الحكمة ۳۸ : وأوحش الوحشة العجب .

2.الصواعق المحرقة ، ص ۱۳۱ مع مغايرة طفيفة.

3.المناقب للخوارزمي ، ص ۳۶۴ .

4.الصواعق المحرقة ، ص ۱۳۱؛ ونحوه عن الصادق عليه السلام كما في بحار الأنوار، ج ۷۱ ، ص ۳۵۷.

5.الصواعق المحرقة ، ص ۱۳۱؛ وفي نهج البلاغة ۸۳: وقال عليه السلام لرجل أفرط في الثناء عليه وكان له متّهما: أنا دون ما تقول ، وفوقَ ما في نفسك .

6.تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۲ ، ص ۵۱۹ .

7.نحوه في نهج البلاغة، الحكمة ۳۸؛ دستور معالم الحكم ، ص ۸۹؛ والنقل هنا عن الصواعق المحرقة ، ص ۱۳۱ مع مغايرة طفيفة.

الصفحه من 302