منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 200

اعلم أنّ لحوم الخصيّان أوفق لمزاج الإنسان من لحوم الفحل غير الخصيّ، ومثل لحم الفحل لحم الإناث؛ لأنّ لحم الذكر أخفّ من الاُنثى، ولحم الأسود منه أخفُّ من الأبيض وأجود وألذّ، والأحمر من اللحم أكثر غذاءً من السمن وأقلُّ فضولاً وأبطأ نزولاً؛ والأكارع معتدلة صالحة للمحمومين ولمن به نفث دم كبشرات! والرؤوس غير معتدلة، بل هي حارَّة رطبةٌ كثيرة الغذاء، تزيد المني [ظ] وتضرّ بالمعدة؛ والضروع ـ جمع ضرع وهو الثدي ـ باردة رطبة كثيرة الغذاء غليظة الطبع بطيئة الهضم؛ وكذلك الخصيتان وهي تزيد في المنيّ؛ واللسان معتدلة الطبع والهضم؛ والكروش والأمعاء قليلة الغذاء رديئة الطبع مولدة للبلغم؛ والكبد كثير الغذاء محمود الدم، والمشويُّ منه عاقل أي ماسك للبطن؛ والطحال ـ ككتاب ـ رديء الكبموس! مولد للسوداء؛ والكُلى باردة يابسة غليظة الطبع خبيثة الطعم لأنّها محل البول؛ والسمن ـ وهو دهن ـ بالبدن الظاهر! والألية حارٌّ رطب، يُلين البطن، ويزيد في المني، رديء الغذاء بلغمي الطبع؛ والشحم حارٌّ رطب أقلّ رطوبةً من السمن؛ والألية ينفع من خشونة الحلق، ويرخي المعدة؛ ثمّ مخُّ العظام مُليِّن للمزاج كثير الغذاء، يزيد في المني، ويُرخي المعدة أيضاً.
...إنّ لحم الضأن من بين لحوم الأنعام معتدل إلى الطراوة والرطوبة، والحولي منه أرطب وأجود؛ ولحم الجدي الرضيع موافق لجميع الناس؛ ولحم المعز رديء الغذاء، يكثر السوداء؛ ولحم البقر يابس بارد كثير الغذاء غليظ الطبع، يولد السوداء، وكثيراً من الداءات كالبَهَق والجَرَب والسرطان والوسواس، فإذا أكل يُكثِر له الفلفل والزنجبيل فإنّه يزيل ضرره؛ وكذلك المعز [ظ] يورث النسيان، ويفسد الدم، ويورث البلغم، ويخبل الأولاد؛ ولحم الدجاح حميد صالح خصوصاً الحديثة التي لم تبض؛ فإنّه يقوي العقل ويزيد في الدماغ؛ ولحم الديك العتيق ينفع من القولنج، وهو داء الاعزا[؟].
[ومن حكمه] المأثور عنه كرّم اللّه وجهه: مَن أكل كلَّ يوم إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم ير في جسده ما يكره ويزكيه.۱[وعنه] صلى الله عليه و آله : نِعم الطعام الزبيب: يشدّ العصب، ويذهب الوَصَب، ويطفئ الغضب، ويطيب النكهة، ويَذهب بالبلغم، ويُصفّي اللون.۲
[الوَصَب] المرض، والنَّكْهَة: رائحة الفم.

1.مختصر المحاسن المجتمعة، ص ۱۷۴؛ ونحوه في وسائل الشيعة، ج ۲۵، ص ۲۶، رقم ۳۱۰۶۳؛ وسيعيده نقلاً عن ابن عبد البر وابن الجوزي.

2.كنزالعمال، ج ۱، ص ۴۲ ، رقم ۲۸۲۶۶ عن مصادر؛ وسيأتي قريباً عن أبي نعيم في حلية الأولياء وابن الجوزي.

الصفحه من 302