منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 205

قال الحافظ المناوي في شرحه ۱ :
أي اطلبوا الشفاء من الأمراض الجسمية والمعنوية ۲ بكتابة أو بقراءة الّذي حمد اللّه تعالى به نفسه ـ أي وصفها وأثنى عليها به ـ قبل أن يحمده خلقه [وبما مدح اللّه تعالى به نفسه : «الحمد للّه » و «قل هو اللّه أحد» يعني بسورتي الحمد والإخلاص، ومقصوده بيان أنّ لتينك السورتين أثراً في الشفاء أكثر من غيرهما، وإلّا فالقرآن كلُّه شاف]) ۳ .
قال البرماوي:
إنّ لبيد بن ربيعة رضى الله عنه القائل:

ألا كلُّ شيءٍ ما خَلا اللّه باطل[وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائل]
كان من فحول الشعراء في الجاهلية، ثمّ أسلم وصحب النبيّ صلى الله عليه و آله ، وعاش مئةً وأربعاً وخمسين وسنة، وقال: «تركتُ الشعر فعَوَّضَني اللّه القرآن». مات في خلافة عثمان ۴ .
وتَقَدّم ما يدلّ على قِدم سنّة في قصة الربيع بن زياد العبسي والنعمان بن المنذر ، وكان صغيراً مع قومه، ومقالته للنعمان وهجوه للربيع مع صغر سنه آنذاك.
وفي البخاري ۵ أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله شبّه قارئ القرآن إذا كان مؤمناً بالاُترُجَّة.
[قال] الدميري في حياة الحيوان ۶ :
وجه الشبه بالاُترجّة أن البيت الّذي فيه الاُترجّ لايدخله الجنّ، فكذلك القلب الّذي فيه القرآن لا يدخله الشيطان .
وممّا نقل عن سيّدنا قطب دائرة الوجود الشيخ عبد الغني النابلسي أنّه كان يقرأ [عليه] بعض أفاضل الجنّ، فاتّفق أنّه اُهدي إليه اُترجٌّ من بعض أصدقائه في سواحل الشام، فمكث مدّة ولم يأت ذلك التلميذ الجنّي حتّى نفد الاُترجّ من عنده، فلمّا حضر سأله عن غيبته فقال: يا سيّدي، إنّا لا ندخل بيتاً فيه الاُترجّ، ونُقل

1.أي: التيسير بشرح الجامع الصغير، ج ۱، ص ۱۴۶ وكان هذا النقل والّذي قبله في هامش النسخة وقد ذهب بعضه عند التصوير، فاستعنّا بالأصل المطبوع.

2.في المصدر: والقلبية.

3.مختصر المحاسن المجتمعة ، ص ۱۷۵.

4.مختصر المحاسن المجتمعة ، ص ۱۷۵ .

5.صحيح البخارى¨ ، «باب فضل القرآن على سائر الكلام» من كتاب التفسير ، ج ۶، ص ۲۳۵: «مَثَل الّذي يقرأ القرآن كالاُترجّة طعمها طيّب ...» وعنه مختصر المحاسن المجتمعة ، ص ۱۷۵ .

6.حياة الحيوان ، ج ۱، ص ۳۰۵: الجن. وعنه مختصر المحاسن المجتمعة ، ص ۱۷۶ .

الصفحه من 302