منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 208

إلى ربه فيَقبل تعالى سعايته فيه، أو بقارئه العامل به إلى الحق تعالى ليرفع درجاته في مقامات القرب لديه، ولايَردّ الحق تعالى سعايته، بل يصدِّقه في كلّ ما سعى به . انتهى كلام شرح الطريقة المحمدية .)
وروى الطبراني في الأوسط ۱ عن عمر بن الخطّاب [قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ] : القرآن ألف ألف [حرف] وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابراً أي على العمل بما فيه كما تقدم، محتسباً أي قاصداً بتلاوته وجه اللّه تعالى لا غير، كان له بكل حرف زوجة من الحور العين.
وروى البيهقي في الشعب ۲ عن رجل من الصحابة ـ وجهله غير ضارّ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم كلُّهم عدول ثقات ۳ ـ [عن النبيّ صلى الله عليه و آله ]: القرآن هو النور المبين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم.
[وروى] السجزي في الإبانة والقضاعي ۴ عن عليّ رضى الله عنه: القرآن هو الدواء.
ومن كلامه ـ رضي اللّه عنه وكرّم وجهه ـ وفوائده: أنّ رجلاً قال: قرأت القرآن على عليّ رضى الله عنهفلمّا بلغت الحواميم قال: قد بلغتَ عرائس القرآن، ثمّ قال: أمِّنْ على دعائي، فقال: اللّهمّ إنّي أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل إثم ، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنة، والخلاص من النار. ثمّ قال: [يا زرّ،] إذا ختمت القرآن فادع بهؤلاء الدعوات؛ فإن النبيّ صلى الله عليه و آله۵أمرني بها عند ختم القرآن. ذكره النيسابوري في أوّل تفسيره. ۶

1.المعجم الأوسط، ج ۷، ص ۳۲۴، رقم ۶۶۱۲ وما بين المعقفتين منه .

2.شعب الإيمان، ج ۲، ص ۳۲۶، رقم ۱۹۳۷.

3.نظرية عدالة الصحابة بأجمعهم نظرية عامية ناشئة من الإفراط في الحبّ الأعمى وغيره، و «حب الشيء يعمي ويصم»، وهي مخالفة لصريح القرآن والأحاديث والتاريخ، ومخالفة للعقل ، وهذه النظرية لم يتبنّوها عملياً على صورة الاستقصاء، وهي غير قابلة للتبني إلّا عند السذج الّذين يجمعون بين المتناقضات. وقد روى المصنف وغيره عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عليّ، لايحبّك إلّا مؤمن، ولايبغضك إلّا منافق» ، ولا شكّ في أنّ جماعةً ممن يحملون اسم الصحابة كانوا من مبغضيه في زمن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبعده، وهذا القرآن يحدّثنا في غير سورة من سوره عن المنافقين من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله وأنهم في الدرك الأسفل من النار، وها هو التاريخ يصرّح بأسماء الكثير منهم.

4.ومثله في كنزالعمال، ج ۱، ص ۵۱۷، رقم ۲۳۱۰.

5.في المصدر: فإنّ حبيبي رسول اللّه ... أمرني أن أدعو بهنّ .

6.واسم تفسيره غرائب القرآن ورغائب الفرقان، طبع بهامش تفسير الطبري ، ج ۱، ص ۲۹ ، في المقدمة ف السادسة من الكتاب، والرواية عن عاصم عن زرّ بن حبيش قال: قرأت على عليّ بن أبي طالب في المسجد الجامع بالكوفة فلمّا... قال: «يا زرّ بن حبيش، عرائس القرآن»، فلمّا بلغت رأس العشرين من حم عسق : «والّذين آمنوا وعملوا الصالحات... الكبير» حتّى ارتفع نحيبه، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال: «يا زرّ، أمِّنْ على دعائي» ، ثمّ قال... والنقل هنا من المحاسن المجتمعة كما في مختصر المحاسن المجتمعة ، ص ۱۷۷.

الصفحه من 302