منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 215

والحنطة واحدة الحنط، وبائعها حنّاطي وحنّاط، وتبنها بارد يابس، إذا طبخ بالماء وطلي به على القدمين نفع من المشي على الثلج، وإذا مضغ حبّه على الريق وضمد الدماميل أنضجها وفجّرها، وكذلك ينفع من الكلف والقرباء، ودهنه ينفع للقوباطلاء [!] والتضمّد بنخالته حارّة ينفع الجرب المقرح، وإذا طبخت بسكّر وحليب لوز واُكلت نفعت من السعال وخشونة الحلق. قاله ابن داوود الحنبلي.
[وروى] البيهقي ۱ من حديث عائشة مرفوعاً ـ وقيل وقفه أشبه ـ : أكرِموا الخبز ، ومن كرامته أن لا يُنتظر به الاُدم .
(ه : لكن يعارضه أمره صلى الله عليه و آله بالائتدام، ولأنه من غير إدام يورث ضرراً فتأمل. وقوله «ومن كرامته» إلى آخره ليس من الحديث، والّذي وقفتُ عليه من رواية البيهقي عن عائشة «أكرموا الخبز» فقط.
قال المناوي ۲ : وقول غالب القطان «من كرامته أن لاينتظر به الاُدم». غير جيّد؛ لما سبق أن أكل الخبز مأدوماً من أسباب حفظ الصحة. انتهى كلامه، فيكون قوله «ومن كرامته» إلى آخره من كلام غالب القطان، وقد روى هذا الحديث الحاكم وقال: صحيح وأقرّه الذهبي. ۳

[بعض ما ورد من فضائل الحسن عليه السلام ]

۰.فائدة مهمة: أخرج أبويعلى۴عن الحسن بن عليّ أنّه دخل المتوضأ فأصاب لقمة ـ أو قال: كِسْرة ـ في مجرى الغائط والبول، فأخذها فأماطها من الأذى ثمّ غسلها نِعِمّا، ثمّ دفعها لغلامه فقال:ذَكِّرني بها إذا تَوضَّأتُ ، فلمّا توضَّأَ قال: ناولنيها. قال: أكلتها. قال : اذهب فأنت حرٌّ. قال: لأيّ شيء؟ قال: سمعت فاطمة تذكر عن أبيها رسول اللّه أنّه قال: مَن أخذ لقمةً أوكِسْرَةً من مجرى الغائط والبول فأماط عنها الأذى وغسلها [غسلاً ]نِعِمّا، ثمّ أكلها لم تستقرّ في

1.في شعب الإيمان، ج ۵، ص ۸۵، رقم ۵۸۶۹: أكرموا الخبز، قال [أي غالب القطان]: ومن كرامته أن لا ينتظر الاُدم .

2.في فيض القدير ، ج ۲ ، ص ۹۱ ، رقم ۱۴۲۳ .

3.المستدرك، ج ۴، ص ۱۲۲: قال الذهبي: المرفوع منه: أكرموا الخبز.

4.في مسند أبي يعلى ، ج ۱۲، ص ۱۱۷ ، رقم ۶۷۵۰، ح ۱۲ من مسند فاطمة سلام اللّه عليها .

الصفحه من 302