منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 254

روي عن صالح بن حيّان قال: رأيت عبد اللّه بن عمر يعالج حيّة صغيرة يريد أن يقتلها ، فقلت: ما تصنع؟ قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله : ما سالمناهنّ منذ عاديننا، فاقتلوهن حيث وجدتموهنّ .
وقال الحسن ۱ : إنّما رآهما ـ يعني الشيطان رأى آدم وحوّاء ـ على باب الجنّة؛ لأنهما كان يخرجان من الجنّة.
فأنكر أنّ الحية أدخلته حتّى وسوس إليه [ـم] ا ـ (ه : يعني إنّ الشيطان كان متصفاً بصفة حية) ـ واللّه أعلم.
وعن يعلى بن مسلمة ۲ ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس أنّ آدم عليه السلام لمّا أكل من الشجرة التي نهي عنها قال اللّه عز و جل له: يا آدم ما حملك على ما صنعت؟ فاعتلّ ـ أي اعتذر آدم ـ فقال: يا ربّ، زيّنتْه لي حوّاء. قال تعالى: فإنّي أعقبتها أن لا تحمل إلّا كرهاً ولا تضع إلّا كرهاً، ودمّيتها ـ يعني بالحيض ـ في الشهر مرّتين ، فرنّت حوّاء عند ذلك (أي أنت وتوجّعت من شدّة ما عراها من النكال) فقيل: عليك الرنّة وعلى بناتك ۳ .
فلمّا تاب آدم وقبِل البارئ توبته قبل هبوطه إلى الأرض واُهبط إلى الدنيا بكى على ذنبه ندماً وخوفاً من اللّه تعالى ثلاثمئة عام، فنبت من دموعها أنواع البَهار العطري من المأكول والمشموم.
قال القرطبي ۴ :
لا يجتمع البكاء والضحك في حيوان واحد غير الآدمي، فالقرد وكذا الكلب ـ على ما قيل ـ يضحك ولايبكي، والجمل يبكي ولا يضحك أبداً، وكلّ شيءٍ في الجنّة بكى على / 50 / آدم إلّا الذهب والفضة؛ فلذلك أعزّهما اللّه عند أولاده، وإنّ اللّه تعالى تاب عليه قبل هبوطه إلى الدنيا ـ انتهى كلام القرطبي ـ .
وقال ابن عبّاس رضى الله عنه: الدرهم والدينار خواتيم اللّه في الأرض، لا تؤكل ولا تشرب ،

1.البصري. والخبر مذكور في التفسير الوسيط، ص ۱۲۲ .

2.التفسير الوسيط، ج ۱، ص ۱۲۳.

3.انتهى النقل عن التفسير الوسيط، ج ۱، ص ۱۲۳. وما بين القوسين ليس منه. وعامة الأخبار المذكورة في قصة آدم وسائر الأنبياء عليهم السلام سوى نبينا صلى الله عليه و آله هي موضوعة.

4.لم أجده في تفسيره مع بعض الفحص.

الصفحه من 302