منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 267

العامري وصحّحه.

[ولادته]

ولد سنة أربع، أو ستٍّ، أو سبع، وقيل : لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلّا طهر واحد ، كما تقدم [في ترجمة الحسن].

[اعتراضه لعمر بن الخطّاب]

وكان شجاعاً مِقْداماً، وبطلاً ضرغاماً [ظ] من حين كان طفلاً، أتى عمر بن الخطّاب وهو يخطب على المنبر فصعد إليه فقال: انزل عن منبر أبي ، واذهب إلى منبر أبيك! فقال عمر: لم يكن لأبي منبر، وأخذه فأجلسه معه وقال: مَنْ علّمك [هذا]؟ فقال: واللّه ما علّمني أحد.۱

[ابن عمر: هذا أحبُّ أهل الأرض]

وكان ابن عمر جالساً يوماً في ظلّ الكعبة إذ رأى الحسين مقبلاً فقال: هذا أحبُّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم. ۲

[خروجه على يزيد وما تبع ذلك]

وكانت إقامته بالمدينة، إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة، فشهد معه مشاهده وبقي معه إلى أن قُتل، ثمّ مع أخيه حتّى انفصل عن الخلافة، فرجع [مع أخيه ]للمدينة، واستمر بها إلى أن مات معاوية، فأخرج يزيد إليه من يأخذ ببيعته فامتنع، وخرج إلى مكة، فأتَته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية، فاغترّ بكتبهم 3 «لِّيَقْضِىَ

1.طبقات الصوفية ، ج ۱ ، ص ۱۴۳، ولاحظ ترجمة الامام الحسين من تاريخ مدينة دمشق ، ح ۱۷۹ وتالييه وما بهامشها من تعليق.

2.طبقات الصوفية ، ج ۱، ص ۱۴۳، وهكذا ما بعده .

3.كلاّ لم يغترّ بكتبهم، كيف «وَ الَّذِينَ جَـهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» ، وقد قال عنه الرسول كما تقدم عن المصنف: حسين منّي، وأنا من حسين، فهل يمكن لوليّ اللّه أن يغترّ؟ وهل مِن الجائز لفلذة كبد رسول اللّه أن يغتر؟ كلا بل خرج الحسين من المدينة إلى مكة قاصداً للإصلاح والأمر بالمروف والنهي عن المنكر باذلاً دمه ومهجته في سبيل اللّه ، وكان مترصِّداً لبقعة تكون فيها أرضية التضحية والفداء، فلم يجد مكاناً أجدر من الكوفة والعراق، فجعل كتبهم ذريعة للتوجه إلى العراق وتفجير ثورته الكبرى على الطغاة والظلمة، مع علمه بما سيؤول إليه أمره وأمر أصحابه واُسرته من الشهادة والأسر، فلذلك كتب إلى أخيه محمّد ابن الحنفية وهو في طريقه إلى العراق قبل أن تبدو أيّة علامةٍ لنكوص أهل الكوفة، كتب إلى أخيه وسائر بني هاشم ممّن تخلّفوا عن مواكبة هذه المسيرة الاستشهادية: أما بعد فإنّه من لحق بنا استشهد، ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح.

الصفحه من 302