منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 269

أقررتَ عين ابن الزبير. فلمّا رأى ابن عبّاس ابن الزبير قال له: قد جاء ما أحببتَ؛ هذا الحسين خرج وتركك والحجاز. ۱
ثمّ إنّ يزيد ـ قبّحه اللّه ـ علم بخروجه فأرسل إلى عبيد اللّه بن زياد واليه على الكوفة ۲ يأمره بطلب مسلم بن عقيل وقتله، فظفر به فقتله، ولم يبلغ حسيناً قتل مسلم حتّى صار بينه وبين القادسية ثلاث أميال، فلقيه الحرّ بن يزيد التميمي فقال له: ارجع؛ فإنّي لم أدع لك خلفي خيراً.
ولقي الفرزدق فسأله فقال: قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني اُمية، والقضاء ينزل من السماء.
فهمّ أن يرجع ۳ وكان معه إخوة مسلم بن عقيل فقالوا: لا نرجع حتّى نصيب بثأر مسلم أو نقتل. فالتزم المسير.
وكان ابن زياد جهّز جيشاً عِدّته أربعة آلاف، وقيل عشرين ألفاً، وسيّرهم لملاقاته، فوافوه بكربلاء، فنزل ومعه خمسة وأربعون فارساً ونحو مئة راجل، ولقيه الجيش وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وكان ابن زياد ولاّه الريّ، وكتب له بعهده عليها إن حارب الحسين ورجع سالماً.
وكان أكثر مقاتليه الكاتبين إليه والمبايعين له.

[خطبته عليه السلام بكربلاء]

۰.فلمّا أيقن أنّهم قاتِلوه قام إلى أصحابه فخطب فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه، ثمّ قال لهم:قد نزل من الأمر ما ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها وتكدّرت، حتّى لم

1.طبقات الصوفية، ج ۱، ص ۱۴۴.

2.بل كان واليه على البصرة فأضاف إليها الكوفة بعد أن علم بمقدم مسلم بن عقيل وضعف النعمان بن بشير الأنصاري من إدارة الأوضاع. وما بعده أيضاً غير صحيح من خبر الحرّ وتخييره للحسين عليه السلام ، ومأخذ المصنف هو طبقات الصوفية ، ج ۱، ص ۱۴۴ .

3.ليس بصحيح هذا؛ كيف وقد أعدّه اللّه للشهادة ونصرة الحق؟ نعم ربما يصح أنّه تظاهر بذلك ليستثير عزائمهم ويعدّهم لأداء ذلك الدور العظيم، ويجعل لهم حظّاً في اتخاذ القرار المصيري باختيارهم .

الصفحه من 302