منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 270

يبق منها إلّا كصبابة الإناء (القليل) ، وإلّا خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون الحق لا يعمل به، والباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء اللّه ؛ فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا جرماً. ۱

فقاتَلوه فكان آخر الأمر أن قُتل، وقُتل معه سبعة عشر شابّاً من أهل بيته، وذلك بكربلاء كما في خبر الطبراني ۲ ، فإنا للّه وإنّا إليه راجعون.
سيعيد اللّه كلاًّ منهم ، وسيجزي فاعلاً ما قد فعل ، وقد تَقدّم بعض قصته.

[إخبار النبيّ صلى الله عليه و آله بشهادته]

۰.فإن قلت: ينافيه ما ورد عن الطبراني۳أيضاً عن عائشة أنّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:أخبرَني جبريل أنّ الحسين يُقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني جبريل بهذه التربة، وأخبرني أنّ فيها مضجعه، وما رواه ابن سعد ۴ عن عليّ أمير المؤمنين قال: دخلت على المصطفى صلى الله عليه و آله ذات يوم وعيناه تفيضان، فسألته فقال: أخبرَني جبريل أنّ حسيناً يُقتل بشاطئ الفرات.

قال العارف المناوي: لاتَعارض؛ لأنّ الفرات يخرج من آخر حدود الروم، ثمّ يمرّ بأرض الطف وهي من بلاد كربلاء، فالتأم الكلام، واستقام على أحسن نظام.

[سبي ذرية رسول اللّه صلى الله عليه و آله قطع رؤوس الشهداء]

ولمّا قتلوه حزّوا رأسه الشريف ثمّ أتوا به إلى ابن زياد، فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد، ومنهم: عليّ بن الحسين ـ وكان مريضاً ـ وعمته زينب، فلمّا قدموا على يزيد سرّ سروراً كثيراً، ولعمري ۵ واللّه ليبدّل اللّه بسروره حزناً كبيراً، ويصليه سعيراً «فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا»۶ .

1.طبقات الصوفية، ج ۱، ص ۱۴۵.

2.المعجم الكبير، ج ۳ ، في مواضع من ترجمة الحسين عليه السلام . ومصدر المصنف هنا لازال طبقات الصوفية ، ج ۱، ص ۱۴۵.

3.المعجم الكبير ، ج ۳، ص ۱۱۳، رقم ۲۸۱۴.

4.الطبقات الكبرى ، ح ۸۴ من ترجمة الإمام الحسين . والنقل كله من طبقات الصوفية ، ج ۱، ص ۱۴۵.

5.من هنا إلى «الباغي» لم يرد في طبقات المناوي.

6.سورة التوبة ، الآية ۸۲ .

الصفحه من 302