منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 272

[حزن رسول اللّه صلى الله عليه و آله على شهادة ريحانته]

وقال ابن عبّاس رضى الله عنه: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة [فيها دم] فقلت: يا رسول اللّه ، ما هذا؟ قال: دم الحسين وصحبه لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فكان ذلك اليوم الّذي قُتل فيه. رواه البيهقي [في دلائل النبوة، ج6 ، ص 471 ، باب ما روي في إخباره بقتل الحسين عليه السلام ]. ۱

[نوح الجن عليه وظهور الآيات عند قتله وبعده]

وسُمعت الجن تنوح عليه كما أخرجه أبو نعيم وغيره ۲ ، وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء يوم الجمعة سنة إحدى وستين [وعمره ست وخمسون سنة] ۳ .
وكسفت الشمس كسفة بليغة لم تكسف مثلها، حتّى أنّه ظهرت الكواكب نصف النهار كظهورها ليلاً ۴ وتكدّرت الدنيا جميعاً وأظلمت، وغضبَ الربّ تعالى على انتهاك حرماته وقتل أهل بيت رسوله وسبي حريمهم.
واحمرّت اُفق السماء ستة أشهر يُرى فيها كالدم، واستمرّ هذا الشفق ولم يكن قبل ذلك.
ومكثت الدنيا سبعة أيام كأنها علقة، والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة، والكواكب يضرب بعضها بعضاً.
وقيل: إنّه لم يقلب حجر ببيت المقدس يومئذٍ إلّا وجد تحته دم عبيط.
وصار الورس الّذي في عسكرهم رماداً.
ونحروا ناقةً في عسكرهم فصاروا يرون في لحمها النيران، وطبخوها فصارت كالعلقم. ۵
ولمّا ساروا بالرأس الشريف إلى ابن معاوية قعدوا في أوّل مرحلة يشربون الخمر،

1.وروي في مسند أحمد، رقم ۲۱۶۵؛ والمعجم الكبير، رقم ۲۸۲۲ و ۱۲۸۳۷ ؛ والمستدرك ، ج ۴، ص ۳۹۷.

2.لاحظ كتاب زفرات الثقلين، ج ۱، ص ۲۷ ـ ۴۴.

3.كان بالهامش مع علامة «صح»، ولم يرد في المصدر أعني طبقات الصوفية ، ج ۱، ص ۱۴۷.

4.في الهامش: وبذلك بطل إنكار المنجمين اجتماع العيد والكسوف. كذا في المحاسن .

5.طبقات الصوفية ، ج ۱، ص ۱۴۷.

الصفحه من 302