منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 290

[بعض ما اُوحي إلى عيسى عليه السلام وبعض كلماته]

۰.وقال:أوحى اللّه إلى عيسى عليه السلام : مُر بني إسرائيل أن لا يدخلوا بيوتي إلّا بقلوبٍ طاهرة، وأبصارٍ خاشعة، وأيدٍ نقيّة؛ فإنّي لا أستجيب لأحدٍ منهم ولأحدٍ عنده مظلمة. ۱

[نكتة] استطرادية تناسب المحلّ والحالّ، وتكسو كل واحد منهما الجمال والكمال، فيا لها من رحمة داعية، لتعيها اُذن واعية .
رأيت بخط العلّامة أبي الفضل عليّ بن محمّد بن عليّ بن جميل المعافى المالقي ما نصه: أخبرنا الحافظ الإمام أبو محمّد القاسم ۲ [بن عليّ بن حسن بن هبة اللّه بن عساكر] قراءة عليه بجامع دمشق في العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وخمسمئة ، قال: أنبأنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز الأنماطي إذناً ۳ ـ وحدثنا والدي عنه وعن أبي محمّد [عبد الكريم] بن حمزة الحدّاد ، قالا: ـ أنبأنا أحمد بن عليّ بن ثابت [الخطيب البغدادي] ، قال: أخبرني أبو الحسن [محمّد بن أحمد بن رزق البغدادي ]ابن رزقويه ، قال: أنبانا أحمد بن سندي بن الحسن ، قال: أنبأنا الحسن بن عليّ القطّان ، قال: أنبأنا إسماعيل بن عيسى ، قال: وقال إسحاق بن بشر: أنبأنا عيسى بن عطية العبدي وعبد اللّه بن زياد بن سمعان، قالا عن بعض من أسلم من أهل الكتاب ۴ :
إنّ عيسى بن مريم عليه السلام لمّا اتخذ الآيات الدالّة على رسالته والمعجزات والعجائب كفروا به وأجمعوا على قتله، وقالوا: ساحرٌ كذّاب. وكان سيّاحاً يسيح في الأرض ، لا يأويه بيت ولا قرية، عليه برنس من شعر، وإزار من شعر، ونعلين من النعال السبتية، وفي يده عصىً، مأواه حيث ما جنّه الليل، سراجه ضوء القمر، وظلّه ظلمة الليل، وفراشه الأرض، ووسادته حجرها، وريحانه وبقله عشبها، ربما طوى الأيّام جائعاً، إذا أصابته الشدّة فرح واستبشر، وإذا أصابه الرخاء خاف وحزن.

1.طبقات الصوفية ، ج ۱، ص ۱۰۸.

2.هو ابن مؤلّف تاريخ مدينة دمشق، والضمير في «حدثنا» الآتي راجع إليه .

3.له ترجمة في مختصر تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵، ص ۱۷۶.

4.انظر بحارالأنوار، ج ۱۴، ص ۲۹۱، باب مواعظ عيسى؛ فقد ورد في هذا الباب نحو بعض فقرات هذا الحديث عن مصادر شتّى .

الصفحه من 302