مشرعة بحارالأنوار بين نقض الهدف، و فقد المنهج، و ضحالة النقد - الصفحه 295

عن القرينة، مع عدم صدق جميع رواته ، ويهملون قصوره السندي في مقام الاستدلال .
وهذا منهم ۱ عجيب جدّاً.
وترى كثيراً من المبلّغين والكتّاب المقلّدين، يروون منقولات الغلاة والكاذبين والمجهولين أقوالا لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وأوصيائه الطاهرين، وكأنّها السنّة القطعية ، وأنّها كالآيات القرآنية في الاعتبار والاعتماد ، بمجرّد وجودها في بحار الأنوار أو سائر الكتب ، فيروّجونها على المنابر وفي الكتب والمجلاّت والصحف بتعابير فصيحة بليغة وبكلمات جذّابة حلوة تؤثّر في نفوس القرّاء والمستمعين كالسحر ، ولا سيّما إذا كانت أوراق الكتاب وجلده وشكله جيّدة حسنة مزيّنة ، فيعتقد عوام الناس من المسلمين والمؤمنين أنّها من حاقّ الدين ومتن الشريعة ، وصادرة عن لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله) والأوصياء الخلفاء(عليهم السلام) وما يؤمنهم أنّها لعلّها من وضع الوضّاعين وجعل الدجّالين واختراعات الجاهلين !
فكيف يعامل معها معاملة أقوال سيّد المرسلين؟!(أَاللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ و أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ و لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ و تَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ.
وآل الأمر من جرّاء هذه المأساة إلى تشكيل ثقافة محرّفة في المعارف والأخلاق ، بل في الفروع الاعتقادية ، فرسخت في أذهان العوام ومتوسّطي أهل العلم ، بحيث سلبت جرأة الإصلاح عن

1.المطبوع (يومنهم) !

الصفحه من 336