مشرعة بحارالأنوار بين نقض الهدف، و فقد المنهج، و ضحالة النقد - الصفحه 298

في كتابه ؟
لأنّه يقال: إنّ مخاطَبيه ـ كما يصرّح ـ ليسوا هم العلماء العارفين ، بل من الطلاّب المتوسطين الذين لايعرفون ، فيريد هو أن يعرّفهم ويخبرهم .
بينما المجلسيّ قد وفى في عمله بذلك ، بما أثبت في «بحاره» الواسع ، من بياناته العميقة الرائعة وما يلزم من المباحث والأُمور .
فليس في عمل صاحب المشرعة وما عرضه إلاّ فرض رأيه وحسب منهجه ـ كما سيأتي ـ وليس في ما ذكره في هذه المقدّمة إلاّ إيحاءً لأُولئك الطلاّب المتوسّطين ، بأنّ خطراً في البحار يواجههم وجراثيم تهدّدهم ، وموادّ غير صحّية تفتك بهم ، وعثرات لاينجون منها إلاّ بسفينته! ولابدّ لهم من ورود مشرعته! كي يتخلصوا من البحار ومشاكله .
إنّ هذا إغراءٌ بالجهل ، وتحريشٌ نربؤا بالعالم المرشد للطلاّب أن يعمله مع المتوسّطين الأبرياء .
وأمّا ما يظهره من التحرّق على الحقّ والحديث ونسبة غير الثابت إلى الله والرسول والمعصومين(عليهم السلام) . فهو أشبه بمن يحترق قلبه على المريض ، فلا يرى له دواءً غير القتل .
إذ هو بعمله «المشرعة» قد نَسَفَ التراث الحديثي في البحار ، وقزّمه من (110) مجلّداً إلى (جزئين) فقط.
والباحث الذي له أدنى معرفة بالحديث ومصادره وموارده ، يعرف ـ وبنظرة واحدة الى مثل هذه ـ أنّ في منهج مؤلّف المشرعة ، خللا وتقصاً .
ونحن بعون الله سنكشف عن ذلك في هذا المقال .
وقبل الدخول في التفاصيل ، لِنَرَ: هَلْ وفى صاحب المشرعة للطلاّب وأهل العلم المتوسّطين، بما وعده من تقديم «العَسَل» و «سفينة النجاة»؟
إنّه يقول:

الصفحه من 336