مشرعة بحارالأنوار بين نقض الهدف، و فقد المنهج، و ضحالة النقد - الصفحه 305

وكيف يُحاول صاحب المشرعة محاسبة المجلسي لا على منهجه في الرجال ، بل على أساس ما يُخالف منهجه ومبناه ؟
ثمّ إنّ الحسّاسية التي يُبديها صاحب المشرعة حول «الأسانيد» وتدقيقه فيها ، لابدّ أن تعدّ من نقاط الضعف فيها وفيه ، فهي من مبانيه الخطيرة على التراث الحديثي ، حيث أنّ النقد السندي للحديث ، هو واحد من طرق تقييمه وتشخيص اعتباره ، كما يعرفه أهل الفنّ في الحديث والرجال ، وليس هو الطريق الوحيدة لذلك.
وصاحب المشرعة قد يتجاوز منهجه في التشديد ، فهو يقول في باب «جوامع التوحيد» من بحار الأنوار ، ما نصّه:
أنا أقول للقرّاء المحقّقين ـ قولا بعيداً عن المبالغة والعصبية ـ: إنّ ما ورد إلينا عن أمير المؤمنين وأولاده أئمّة العترة(عليهم السلام) في هذه الموضوعات ، لا توجد من كلام أرباب الملل والأديان وأئمّة المذاهب الإسلامية ، وفي لسان حكماء المشّاء والإشراق.
فهذه الخطب والكلمات من اختصاص وميّزات هؤلاء أهل البيت وأوصياء خاتم النبيين وسيّد المرسلين ، وهي أكبر معجزة للنبي الأكرم وحقّية دين الإسلام ، وأقوى دليل على كونهم أوصياء النبي ، وكون إمامتهم امتداداً لنبوّة النبي الخاتم.
لعن الله العصبية والغرور والغلو ، ورزقنا الله كمال العقل وسلامة الذوق.
فعلى الإلهيين من أفاضل البشر أن يتوجّهوا إلى هذه الجواهر الغالبة اليتيمة التي لا قيمة لها ولا نظير لها.
كيف وهي من عيون الوحي وقنوات الإلهام ، وأين الفلسفة اليونانية

الصفحه من 336