مشرعة بحارالأنوار بين نقض الهدف، و فقد المنهج، و ضحالة النقد - الصفحه 321

الدعاء المعروف باسمه بقوله: «اكتب» وجاء في الحديث أنّ جماعة من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)كانت معهم الألواح الأبنوس يكتبون حديثه.
والتراث المكتوب منذ عصور الأئمّة(عليهم السلام) وعلى أيديهم وأيدي أصحابهم بتجاوز المئات ، فكيف يجوز الحكم بالعدم بمجرّد تلك الاحتمالات على ما ثبت وصحّ سنده ؟
وأمّا قوله: ثانياً لا يمكن للكتّاب العاديين أن يسرعوا في كتابة الألفاظ .
فهذا قياس باطل ، لاختلاف القدرات في ذلك ، وما جرّبه خاصّ بمورده.
وعموماً فإنّ مثل هذه التخيّلات لاتمسّ حقيقة ما ورد وثبت في التراث من النصوص ، والاعتماد عليها لنفي ما ورد وصحّ سنده ليس إلاّ من غرض أو مرض في قلب من يهوى السمعة والشهرة من باب «خالف تعرف».

5 ـ موقفه من تعارض الأخبار والجمع بين الأخبار المتعارضة:

إنّ من المسائل المطروحة في (المشرعة) بشكل جادّ هو موضوع الأخبار المشكلة والمتعارضة بينها وبين المسلّمات العقيدية .
واهتمام صاحب (المشرعة) بالحلول في بعض الأحاديث ورفع تعارضها مع المسلّمات والالتزامات الدينية ، أمر يحظى بالتحسين ، خصوصاً إذا رأينا أنّ بعض الحريصين على جمع الأحاديث وتأليفها ، يتغاضون عن الجمع بينها وبين تلك المسلّمات والالتزامات. (لاحظ المشرعة 1 / 103).
نقول: مع أنا قد لا نوافق صاحب المشرعة في تحديد بعض المصاديق التي ذكرها  ، وكذلك ما يعرضه من التساؤلات ، بل الحقّ أنّه لم يلتفت إلى الوجوه القوية الممكن عرضها في بعض تلك المصاديق ، بل إنّ بعض ما تخيّله تعارضاً قد لا يكون من التعارض أصلا.
وممّا يجب ذكره أنّ صاحب المشرعة نفسه قد تنبّه إلى نكات ظريفة لدفع ما

الصفحه من 336