أعمال مساجد الكوفة - الصفحه 98

إلَيْكَ مِنْ عُقُوبَتي .
بَلْ أنَا ـ يا إلهي ـ أكْثَرُ ذُنُوبا، وَأقْبَحُ آثارا، وَأشنَعُ أفْعالاً، وَأشَدُّ في الْباطِلِ تَهَوُّرا ۱ وَأضْعَفُ عِنْدَ طاعَتِكَ تَيَقُّظا، وَأقَلُّ لِوَعيدِكَ انْتِباها وَارْتِقابا، مِنْ أنْ اُحْصِيَ لَكَ عُيُوبي، أوْ أقْدِرَ ۲ عَلى ذِكْرِ ذُنُوبي، وَإنَّما اُوَبِّخُ بِهذَا نَفْسي طَمَعا في رَأْفَتِكَ الَّتي بِها صَلاحُ ۳ أمْرِ الْمُذْنِبِينَ، ورَجاءً لِرَحْمَتِكَ الَّتي بِها فَكاكُ رِقابِ الْخاطِئِينَ .
اللَّهُمَّ وَهذِهِ رَقَبَتي قَدْ أرَّقَتهَا ۴ الذُّنُوبُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأعْتِقْها بِعَفْوِكَ ، وَهذا ظَهْري قَد أثْقَلَتْهُ الْخَطايا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَخَفِّفْ عَنْهُ بِمَنِّكَ .
يا إلهي، لَوْ بَكَيْتُ إلَيْكَ حَتَّى تَسْقُطَ أشْفارُ ۵ عَيْنَيَ، وَانْتَحَبْتُ حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتي، وَقُمْتُ لَكَ حَتَّى تَتَنَشَّرَ ۶ قَدَمايَ، وَرَكَعْتُ لَكَ حَتَّى يَنْخَلِعَ صُلْبي ۷ ، وَسَجَدْتُ لَكَ حَتَّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتايَ، وأكَلْتُ تُرابَ الأرْضِ طُولَ عُمْرِي، وَشَرِبْتُ ماءَ الرَّمادِ آخِرَ دَهْري، وَذَكَرْتُكَ في خِلالِ ذلِكَ حَتَّى يَكِلَّ لِساني، ثُمَّ لَمْ أرْفَعْ طَرْفي إلى آفاقِ السَّماءِ اسْتِحْياءً مِنْكَ مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذلِكَ مَحْوَ سَيِّئَةٍ واحِدَةٍ مِنْ سَيِّئاتي .
وَإنْ كُنْتَ تَغْفِرُ لي حِينَ أسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ، وَتَعْفُو عَنِّي حِينَ أسْتَحِقُّ عَفْوَكَ ؛ فَإنَّ ذلِكَ غَيْرُ واجِبٍ لي بِاسْتِحْقاقٍ، وَلا أنَا أهْلٌ [ لَهُ ] ۸ بِاسْتيجابٍ، إذْ كانَ جَزائي مِنْكَ في أوَّلِ ما عَصَيْتُكَ النَّارَ، فَإنْ تُعَذِّبْني فَأنْتَ غَيْرُ ظالِمٍ لي .
إلهي، فَإذْ قَدْ تَغَمَّدْتَني ۹ بِسِتْرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْني، وَتَأَنَّيْتَني ۱۰ بِكَرَمِكَ فَلَمْ تُعاجِلْني، وَحَلُمْتَ

1.التهوّر: الوقوع في الشيء بقلّة مبالاة .

2.كذا في الصحيفة، وفي الأصل: وَأقْدِرُ .

3.كذا في الصحيفة، وفي الأصل : إصْلاحُ .

4.أرّقتها: ملكتها .

5.الشفر: أصل منبت شعر الجفن .

6.تتنشّر : تنتفخ .

7.أي : زال عن مكانه .

8.من الصحيفة .

9.تغمّدتني: غمرتني .

10.تأنّيتني: أمهلتني .

الصفحه من 120