ومثّل له بقوله تعالى : لِكُلِّ أَجَل كِتَابٌ * يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ۱  .
 فلفظ كِتَابٌ يحتمل الأمد المحتوم ، ويحتمل الكتاب المكتوب ، فلفظ أَجَل يخدم المعنى الأوّل ، و لفظ يَمْحُوا يخدم المعنى الثاني ۲  .
 توضيح ذلك : أنّ كلمة «كتاب» هنا مشتركة في معنيين : الأوّل : الأمد المحتوم ، والثاني : المكتوب ، وهل المراد المعنى الأوّل أو الثاني ؟
 فكلمة أَجَل تدلّ على أنّ المراد من «الكتاب» هو الأمد المحتوم ، و كلمة يَمْحُوا تدلّ على أنّ المراد من «الكتاب» هو المكتوب .
 وهذا التفسير موافق للتعريف الذي مشى عليه ابن منقذ .
 وذكر التعريفين أيضاً السيّد علي خان في موسوعته البلاغيّة (أنوار الربيع في أنواع البديع) فقال :
الاستخدام اصطلاحاً، لهم فيه عبارتان :
العبارة الاُولى : أن يؤتى بلفظ له معنيان فأكثر مراداً به أحدُ معانيه ، ثمّ يؤتى بضميره مراداً به المعنى الآخرُ .
 أو بضميرين : مراداً بأحدهما أحدُ المعاني ، وبالآخر المعنى الآخرُ .
 وهذه طريقة الخطيب القزويني في (الإيضاح) و(تلخيص المفتاح) ، ومن تبعه ، وعليها مشى أكثر الناس وأصحاب البديعيات .
 والظاهر أنّ من التابعين على هذه الطريقة : التفتازاني في (مختصر المعاني) كما بيّناه سابقاً .
 العبارة الثانية : أن يؤتى بلفظ مشترك بين معنيين ، ثمّ بلفظين يخدمُ كلُّ واحد منهما معنىً من ذينك المعنيين ، وهذه طريقة بدر الدين ابن مالك في (المصباح) ،
                         
                        
                            1.سورة الرعد : ۳۹ .
2.(الإتقان في علوم القرآن) ۳ : ۲۸۷ .