وأما الثاني : فهو المعنى المشهور بشكله الثاني.
 وأما الثالث : فهو الذي ذكره ابن منقذ في التعريف الأوّل ، وقد نسبه السيوطي إلى بدر الدين ابن مالك وابن أبي الإصبع ، كما مرّ .
 هذا ما وقفنا عليه من عبارات أعلام الفنّ ، وقد اتّضح المراد من كلمة الاستخدام عندهم .
 و دلّت عباراتهم على أنّ الاستخدام وارد في لغة العرب .
 ولا بدّ من الإشارة إلى عدّة اُمور :
 الأمر الأوّل : أنّ الملاحظ من تعريف ابن منقذ عدم التصريح بوجود طريقتين في تعريف الاستخدام ، وقد مشى على رأيه بدر الدين ابن مالك وابن أبي الإصبع . كما أنّهم وجّهوا الآية التي ذكرها، والأبيات الشعريّة وفق ذلك .
 ولكن يمكن توجيه الاستخدام على قول المشهور في جميع ذلك،فنقول :
 يتوجّه الاستخدام على المشهور في البيت الذي ذكر فيه (الغضا) والذي بعده،
فسقى الغضا والساكنيهِ وإن هُمُ *** شبّوه بين جوانحي وضُلُوعي
 بأن نقول: استعمل البحتري في هذا البيت كلمة (الغضا) وأرجع عليها ضميرين ، فصارت المعاني المرادة هنا ثلاثة دلّ عليها بثلاث ، وهي (الغضا) والضمير في كلمة (والساكنيه) ، والضمير في كلمة (شبوه) .
 و(الغضا) نوع من الشجر ، ويقال للنار التي توقد من ذلك الشجر : (الغضا) ويطلق على المحلّ الذي فيه شجر الغضا .
 فكلمة (الغضا) دلّت على نفس «الشجر».
 والضمير في كلمة (والساكنيه) رجع على (الغضا) وأراد به «المحلّ» الذي فيه شجر الغضا .
 والضمير في كلمة (شبوه) يرجع على الغضا ، لكن يراد به «النار» الحاصلة من