المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 110

أو يراد بضميره أحدُ المعنيين ، ثمّ يراد بضميره الآخرِ معناه الآخرُ» ۱  .
وهذا التعريف يحتوي على شكلين  :
الأوّل : أنْ يراد بنفس الكلمة معنىً ، وبضميرها معنىً آخر .
الثاني : أنْ يذكر للكلمة ضميران: ويراد بضميرها الأوّل معنىً ، وبضميرها الثاني معنىً ثان .
وفي كلا الاستخدامين: يجوز أن يكون المعنيان حقيقيّين ، وأن يكونا مجازيّين ، أو يكونا مختلفين .
وقد ذكر هذين التعريفين السيوطيّ في (الإتقان) : فقال : إنّ الاستخدام والتورية أشرف أنواع البديع ، وهما سيّانِ ، بل فضّل بعضهم الاستخدام على التورية ، ولهم فيه عبارتان :
العبارة الاُولى : أن يؤتى بلفظ له معنيان فأكثر ، مراداً به أحدُ معانيه ، ثمّ يؤتى بضميره مراداً به المعنى الآخرُ ، وهذه هي طريقة السكّاكي ۲ وأتباعه .
وهذا المعنى للاستخدام هو الشكل الأوّل مما ذكره التفتازاني في (مختصر المعاني) .
والعبارة الاُخرى : أن يؤتى بلفظ مشترك ، ثمّ بلفظين يفهم من أحدهما أحدُ المعنيين ، ومن الآخر الآخرُ ، وهذه طريقة بدر الدين ابن مالك في (المصباح) ومشى عليها ابن أبي الإصبع ۳ .

1.(مختصر المعاني) : ۳۷۶ لسعد الدين التفتازاني المتوفّى سنة ۷۹۱ هـ .

2.هو أبو يعقوب بن أبي بكر السكّاكي المتوفّى سنة ۶۲۶ هجريّة له كتاب مفتاح العلوم ، والقسم الثالث منه في علوم البلاغة أي المعاني والبيان والبديع ، ويسمّى صاحب المفتاح .

3.هو زكي الدين ابن أبي الاصبع العدواني المتوفّى سنة ۶۵۴ هجريّة ألّف كتاب بديع القرآن وله كتاب آخر خصّة لدراسة الوجوه البلاغية في الشعر والنثر سمّاه تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر .

الصفحه من 142