المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 113

وأما الثاني : فهو المعنى المشهور بشكله الثاني.
وأما الثالث : فهو الذي ذكره ابن منقذ في التعريف الأوّل ، وقد نسبه السيوطي إلى بدر الدين ابن مالك وابن أبي الإصبع ، كما مرّ .
هذا ما وقفنا عليه من عبارات أعلام الفنّ ، وقد اتّضح المراد من كلمة الاستخدام عندهم .
و دلّت عباراتهم على أنّ الاستخدام وارد في لغة العرب .
ولا بدّ من الإشارة إلى عدّة اُمور :
الأمر الأوّل : أنّ الملاحظ من تعريف ابن منقذ عدم التصريح بوجود طريقتين في تعريف الاستخدام ، وقد مشى على رأيه بدر الدين ابن مالك وابن أبي الإصبع . كما أنّهم وجّهوا الآية التي ذكرها، والأبيات الشعريّة وفق ذلك .
ولكن يمكن توجيه الاستخدام على قول المشهور في جميع ذلك،فنقول :
يتوجّه الاستخدام على المشهور في البيت الذي ذكر فيه (الغضا) والذي بعده،

فسقى الغضا والساكنيهِ وإن هُمُ *** شبّوه بين جوانحي وضُلُوعي
بأن نقول: استعمل البحتري في هذا البيت كلمة (الغضا) وأرجع عليها ضميرين ، فصارت المعاني المرادة هنا ثلاثة دلّ عليها بثلاث ، وهي (الغضا) والضمير في كلمة (والساكنيه) ، والضمير في كلمة (شبوه) .
و(الغضا) نوع من الشجر ، ويقال للنار التي توقد من ذلك الشجر : (الغضا) ويطلق على المحلّ الذي فيه شجر الغضا .
فكلمة (الغضا) دلّت على نفس «الشجر».
والضمير في كلمة (والساكنيه) رجع على (الغضا) وأراد به «المحلّ» الذي فيه شجر الغضا .
والضمير في كلمة (شبوه) يرجع على الغضا ، لكن يراد به «النار» الحاصلة من

الصفحه من 142