المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 115

وأمّا الاستخدام فإنّ المراد فيه كلا المعنيين معاً كما تقدّم .
الأمر الثالث : صفيّ الدين الحلّي والاستخدام :
قال الشيخ صفي الدين الحلّي  : وهذا ـ يعني الاستخدام ـ نوعٌ عزيز الوقوع معتاصٌ على الناظم ، شديد الالتباس بالتورية ، قلّما تكلّفه بليغٌ وصحّ معه بشروطه، لصعوبته وقلّة انقياده وميله إلى جانب التورية .
ثمّ أورد قول البحتري :

فسقى الغضا والساكنيهِ وإنْ هُمُ *** شبّوهُ بين جوانحي وقلوبي۱
وأشكل عليه بقوله : والنظر في اشتراك لفظة (الغضا) فإنّ علماء البديع اشترطوا أن يكون اشتراك لفظة الاستخدام اشتراكاً أصليّاً ، والاشتراك الحاصل في لفظة (الغضا) ليس بأصليّ ، لأنّ أحد المعنيين منقول من الآخر ، لأنّ (الغضا) في الحقيقة هو الشجر ، وسمّي وادي الغضا لكثرة نبته فيه ، وسمّي جمر الغضا لقوّة ناره ، فكلاهما من أصل واحد وهو شجر الغضا .

الردّ على صفي الدين الحلّي :

قال السيّد علي خان في الردّ على صفيّ الدين الحلّي ما لفظه :
أمّا نظره في بيت البحتري فإنّما يتوجّه لو أراد الناظم بالغضا وادي الغضا فحذف المضاف واكتفى بالمضاف إليه ، وليس كذلك ، بل لفظة الغضا وحدها اسم لمكانين .
قال الفيروز آبادي في القاموس  : الغضاة شجرة مفرد جمعه الغضا ، والغضا أرض لبني كلاب، وواد بنجد ، فيكون الغضا علماً لكلّ من هذين المكانين ۲  .

1.(ديوان البحتري) ۱ : ۱۴۷ (دار الكتاب العربي) .

2.(القاموس المحيط) ۴ : ۳۷۲ .

الصفحه من 142