المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 118

طريق الاستخدام ، كما ذكره بعض البارعين في علم البلاغة من علمائنا الأعلام في كتاب ألّفه في صناعة البديع، عند ذكر الاستخدام بعد أن عرّفه : بأنّه عبارة عن أن يأتي المتكلّم بلفظة مشتركة بين معنيين مقرونة بقرينتين يستخدم كلّ قرينة منهما في معنى من معاني تلك اللفظة .
وفي الآية الكريمة استخدم لفظ (الصلاة) لمعنيين أحدهما : إقامة الصلاة بقرينة قوله عزّ وجلّ : حَتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ والآخر : مواضع الصلاة بقرينة قوله عزّ وجلّ : وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيل۱ انتهى .
ملاحظة : الاستخدام المدّعى في الآية الكريمة يتناسب مع طريقة ابن منقذ وبدر الدين ابن مالك .
وقال الشهيد الثاني في (روض الجنان) بعد بيان ذلك : إلاّ أنّه غير الاستخدام المشهور ۲  .
وقال السبزواري في (الذخيرة) بعد أن نقل ثالث الأقوال في تفسير الآية الكريمة المبني على الاستخدام ما لفظه : وعندي أنّ في هذا الوجه تكلّفاً وعدولاً عن الظاهر ۳  .
وهذا صريح في عدم قبوله لهذا النوع من الاستخدام .
وقال الميرزا القمّي في الغنائم في مقام توضيح الآية الشريفة ما نصّه : والأولى حملها على الاستخدام كما ذكره بعض البارعين في البلاغة ۴  .
وأنت ترى الخلاف في قبول الاستخدام في تفسيرهذه الآية الشريفةوعدم قبوله.

1.(الحدائق الناضرة) ۴ : ۳۷۱ .

2.(روض الجنان) : ۵۰ .

3.(ذخيرة المعاد) : ۴۸ .

4.(غنائم الأيّام) ۱ : ۳۱۰ .

الصفحه من 142