المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 123

وأيضاً، فهذا المستنبِط قائلٌ ـ كغيره من المفسّرين ـ بإرجاع الضمير في قوله تعالى : هُوَ أَذىً إلى المحيض بالمعنى المصدري، لاإلى الدم ۱  .
فالشيخ البهائي يقول : إنّه لايحقّ للمستدلّ أن يستخرج الأحكام الثلاثة من الآية الشريفة، لأنّ استخراج هذه الأحكام الثلاثة مبني على أنّ المراد من المحيض هو دم الحيض ، وأنّ الضمير في قوله تعالى: هُوَ أَذىً يرجع إلى نفس الدم ، والحال أنّ المستدلّ يقول برجوع الضمير في هُوَ أَذىً إلى الحيض والتي سمّاها المحيض بالمعنى المصدري .
فمثل هذين الأمرين لايجتمعان ، وعليه فالآية لاتدلّ على الأحكام الثلاثة .
فإن قلتَ : يجوز أن يراد بالمحيض (الحيض) أي المعنى المصدري ، وبضميره (الدم) على سبيل الاستخدام بتوجيه ، وهو: أنّ السؤال صار عن عملية (المحيض) والجواب صار على دم (الحيض) بأنّه أذىً، بإرجاع ضمير هُوَ في جملة هُوَ أَذىً إلى المحيض بمعنى (الدم) فيمكن استنباط الأحكام الثلاثة المتقدّمة من هذه الآية .
قلتُ : هو مجرّد احتمال لم ينقل عن المفسّرين ، فكيف يستنبط منه حكم شرعيّ ، فإنّ استنباط الحكم الشرعيّ يحتاج إلى قطع بالدلالة أو ظنّ بها معتدّ به عند العقلاء، بحيث تركن النفس إليه، لا إلى مجرّد احتمال في الدلالة ۲  .

المورد السابع :

قال المشهدي في تفسير (كنز الدقائق) في ذيل الآية : وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِيْ مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ۳ .

1.(الحبل المتين) : ۳۲۸ .

2.(الحبل المتين) : ۳۲۸ .

3.سورة البقرة : ۲۵ .

الصفحه من 142