المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 125

وعلى الثاني والثالث: للأسماء ; إمّا على الاستخدام أيضاً، أو على حذف مضاف، والمعنى عرض مسمّياتها ۱  .
بيان مرامه : أنّ في الآية الكريمة قراءات ثلاثاً .
الاُولى : ما ذكرت في القرآن عَرَضَهُمْ .
الثانية : قراءة أُبيّ بن كعب الأنصاري الصحابي: «عرضها» .
الثالثة : قراءة ابن مسعود: «عرضهنّ» وأنّ الضمير الملحق بكلمة «عرض» حسب القراءة الاُولى يرجع للمسميات على أحد تأويلين .
أحدهما : على الاستخدام فإنّ كلمة الأسماء لها معنيان أولهما : نفس الأسماء .
والآخر : المسمّيات ، فاستعمل لفظ الاَْسْمَاء وأراد به معناها ، وأعاد الضمير على الاَْسْمَاء وأراد به المعنى الثاني «المسمّيات» ، وهذا هو الاستخدام المشهور .
الثاني : على حذف المضاف إليه بمعنى أنّه سبحانه وتعالى عرض أسماء المسمّيات ، فحذف المضاف إليه «المسمّيات» وأقام المضاف الاَْسْمَاء مقامه ، فيكون المعنى: وَعَلَّمَ آَدَمَ الاَْسْمَاءَ كُلَّهَا ثمّ عرض أسماء المسمّيات على الملائكة ، غاية الأمر أنّه حذف المضاف إليه «المسمّيات» وأقام كلمة الاَْسْمَاءمقامه .
ثمّ بيّن المشهديّ أنّ هذا التصرّف والجريان يشبه التصرّف والجريان في آية: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً بناءاً على أنّ المحذوف هوالمضاف إليه فيكون التقدير واشتعل رأس الشعر شيباً ، وهذا التأويل كلّه مستندٌ إلى قراءة:عَرَضَهُمْ كما في القرآن  .
كما أنّ الضمير الملحق بكلمة «عرض» استناداً إلى القراءة الثانية «عرضها»

1.(كنز الدقائق) ۱ : ۲۲۶ .

الصفحه من 142