المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 126

والقراءة الثالثة «عرضهنّ» يرجع إلى الاَْسْمَاء على الاستخدام بمعنى أنّ الضمير في كلمة «عرض» يرجع للمعنى الثاني للأسماء وهو «المسمّيات» وهذا هو الاستخدام المشهور .

المورد التاسع :

قال الله سبحانه وتعالى : لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ۱ ثمّ قال : قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِن قَبْلِكُمْ۲ أي : أشياء اُخر ، لأنّ الأوّلين لم يسألوا عن الأشياء التي سأل عنها الصحابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فنهوا عن سؤالها .
والاستخدام هنا وقع على طريقة المشهور ; بشكله الثاني; فإنّه قد اُعيد على كلمة أَشْيَاءَ ضميران : الأوّل في كلمة تُبْدَ لَكُمْ والثاني في كلمة سَأَلَهَاوأريد من الضمير الأوّل : أشياء ، ومن الضمير الثاني أشياء اُخر .

الفصل الثالث

في بيان بعض موارد الاستخدام في الأحاديث الشريفة

المورد الأوّل :

قد ورد في الدعاء عنهم (عليهم السلام) في رؤية الهلال : «...وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَ أَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ، وَ أَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ، وَ وَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ، وَ اعْصِمْنَا فِيهِ مِنَ الْحَوْبَةِ، وَ احْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ...» .
والاستخدام واضحٌ في هذا الدعاء ; حيث إنّ الضمائر في قوله (عليه السلام) : «وأسعد من تعبد لك فيه» إلى آخر الدعاء راجعة إلى الهلال بمعنى الشهر ، في حين أنّ الضمير

1.سورة المائدة : ۱۰۱ .

2.سورة المائدة : ۱۰۲ .

الصفحه من 142