المصطلح البلاغي : (الاستخدام) و تطبيقاته في التراث الإسلامي - الصفحه 127

المرفوع (الفاعل) في «طلع عليه» والمجرور في «نظر إليه» يعود على الهلال الذي يدور حول الأرض .
قال الشيخ البهائي في (الحديقة الهلاليّة) : ولعلّه لا يقدح في تحقّق الاستخدام كون إطلاق الهلال على الشهر مجازاً ، لتصريح بعض المحقّقين من أهل الفنّ بعدم الفرق بين كون المعنيين في الاستخدام حقيقيين أو مجازيين أو مختلفين ، وإن قصره بعضهم على الحقيقيين ، على أن كون الإطلاق المذكور مجازاً محلّ كلام ۱  .

المورد الثاني :

قد ورد في (المحاسن) في الصحيح عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)أنّه قال : «من بلغه عن النبي (صلى الله عليه وآله) شيء من الثواب فعمله، كان أجر ذلك له; وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقله» ۲  .
وتوجيه الاستخدام في الخبر : أنّ الضمير في قوله: «فعمله» يراد به عمل ما يوجبه ، فالضمير ـ وإن كان يرجع إلى عبارة «شيء من الثواب» ـ لكنّ المراد في الواقع معنى آخر ، وهو ما يوجب ذلك الثواب ، لانفس الثواب ، وهذا هو الاستخدام المشهور .

المورد الثالث :

روى الكليني في (الكافي) خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) جاء فيها : «ولا عقوبة أنكى من الهدى عند الضلال في ذلك الزمان ، فقد نبذَ الكتابَ حملَتُهُ ، وتناساهُ حَفَظَتُهُ ، حتّى تمالت بهم الأهواء ، وتوارثوا ذلك من الآباء» .
فإن قلنا: إنّ المراد بالكتاب معانيه ومقاصده وأحكامه ، والمراد من الضمير في

1.(الحديقة الهلاليّة) : ۱۵۳ .

2.(المحاسن) ۱ : ۲۵ ح۱ و۲ .

الصفحه من 142