الأوّل : أن يرجع إلى الله سبحانه وتعالى ، وأنّ المراد من «خلقه» المعنى المصدري، فمعنى «فتم خلق الله» أي فعل الله الخلقَ .
 الثاني : أن يرجع الضمير في كلمة «خلقه» إلى كلمة «ما خلق» المذكور سابقاً ، فيكون المعنى: فتمّ خلقه المخلوقات .
 ثمّ بيّن: أنّه على الاحتمال الأوّل يكون ضمير الفاعل في كلمة «أذعن» وكلمة «أجاب» راجعاً إلى المعنى الثاني للخلق ، وهو المخلوق على طريقة الاستخدام بمعنى أنّ في كلمة «خلقه» معنيين :
 الأوّل : عمليّة الخلق ، الثاني : المخلوق ، فذكر لفظ (الخلق) في عبارة «فتمّ خلقه» وأراد به عمليّة الخلق ، وأعاد الضمير عليه في كلمة «أذعن» و«أجاب» وأراد به المخلوق ، وهذا هو الاستخدام المشهور .
 وعلى الاحتمال الثاني: يكون الفاعل في كلمة «أذعن» و«أجاب» هو عبارة «ما خلق» المذكور سابقاً.
المورد السادس :
قال الشيخ الطوسي في (التهذيب) بعد أن أورد خبر نشيط عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : «يجزي من البول أن يغسله بمثله»
 ما معناه : يحتمل أن يكون قوله : (بمثله) راجعاً إلى البول، لاإلى ما بقي على الحشفة ، وذلك أكثر ممّا اعتبرناه ۱  .
 ومقصود الشيخ الطوسي : أنّ المجزي لتطهير موضع خروج البول كميّة من الماء مقدارها بمقدار البول الخارج .
 ثمّ قال : إنّ هذا المقدار من الماء أكثر من المقدار الذي اعتبرناه واشترطناه في
                         
                        
                            1.(تهذيب الأحكام) ۱ : ۳۵ ح۹۴ ، (الاستبصار) ۱ : ۴۹ ح۱۴۰ ، (الوسائل) ۱ : ۲۴۳ أبواب أحكام الخلوة ب۲۶ ح۷ .